عنوان الفتوى : مسائل في الشفاعة
قال الله تبارك وتعالى: (يأيها الذين امنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) سورة البقرة، هل هناك تعارض بين تلك الشفاعة المذكورة في الآية وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مع التحدث عن شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلأهل العلم في الجمع بين الآيات التي فيها نفي الشفاعة وبين الآيات والأحاديث التي فيها إثبات الشفاعة طريقان:
الأول: أن نفي الشفاعة إنما هو عن الكافرين دون المؤمنين.
الثاني: أن هذا النفي عام وهو مخصوص بمن أذن الله له في الشفاعة ومن ذلك شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال النسفي في تفسيره: ولا شفاعة أي للكافرين فأما المؤمنون فلهم شفاعة أو إلا بإذنه.... انتهى.
وقال ابن الجوزي في تفسيره: إنما نفى هذه الأشياء لأنه غنى عن الكافرين وهذه الأشياء لا تنفعهم، ولهذا قال: والكافرون هم الظالمون. انتهى.
وقال الزركشي في البرهان: وقوله لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة فإن الخلة عامة ثم خصها بقوله: الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67]، وكذا قوله: ولا شفاعة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ولشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10268، 22872، 34463.
والله أعلم.