عنوان الفتوى : التريث والتثبت قبل فسخ الخطبة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

تقدم لي شاب ذو خلق، ودين، واستخرت، واستشرت، فأحسست بالاطمئنان لإتمام الخطبة، وقبل إشهارها بأيام شعرت بالقلق، والخوف، وبعدها مباشرة سمعت عن سوء أخلاقه، مع العلم أنه من أهل القرآن، ووالداه معروفان بحسن الأخلاق، ونحن لم نسمع، ولم نر منهم أي سوء، ومن بلغونا بهذا منهم من يريد التقدم لي، ومنهم من فعل ذلك بسبب الغيرة، والحقد، ومنهم من لا مصلحة له، ولم نجد من أهل الثقة من نستشيره، وأنهينا الموضوع، فهل ظلمته، أو ظلمت نفسي؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في مجرد فسخ الخطبة ظلم منكم لهذا الشاب، ففسخ الخطبة مباح لكل من الطرفين وإن لم يكن سبب، ولكنه يكره لغير سبب، كما هو مبين في الفتوى: 18857.

وما ورد في الحديث من الأمر بتزويج صاحب الدين والخلق ليس على سبيل الوجوب، وإنما هو على سبيل الاستحباب المؤكد، قال المناوي في فيض القدير تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم: فزوجوه ـ فزوجوه إياها، وفي رواية: فأنكحوه ـ أي: ندبا مؤكدا. انتهى..

ولا يظهر لنا مما ذكرتِ ما يقتضي القول بأنكِ قد ظلمتِ نفسكِ، ولكنكِ قد تكونين فوتِّ على نفسكِ خيرا بعدم الزواج من هذا الشاب الذي ذكرتِ عنه أنه صاحب دين وخلق، ومن أهل القرآن، ووالداه معروفان بحسن الأخلاق، وبالتسرع في تصديق من نقل لكم أنه سيئ الخلق، مع أن من نقلوا لكم هذا الكلام عنه قد يكونون متهمين بدافع عداوة بينهم وبينه، أو لجلب مصلحة لهم، وكان ينبغي التريث، وعدم فسخ الخطبة حتى تتبينوا أمره.

وأما وقد وقع القدر، وحدث ما حدث، فلا تلتفتي للماضي، بل انظري للمستقبل، وسلي الله تعالى أن يبدلك من هو خير منه.

وننبه إلى أن الاستخارة، ونتيجتها لا علاقة لها بالشعور النفسي ونحو ذلك، بل يقدم المستخير على حاجته، مفوضا أمره لله، وما اختاره له من تمام الأمر، أو عدمه، تيقن أن فيه الخير، وراجعي للمزيد الفتوى: 123457.

والله أعلم.