عنوان الفتوى : نوى أن يكون من المقنطرين في قيام الليل وعجز
عملت مؤخرا بحديث من قام الليل ب 1000 آية كتب من المقنطرين، أردت أن أفعل ذلك في يوم وقفة عرفات، وبدأت في الصلاة ب 1000 آية قبل أذان الفجر بحوالي ساعة ونصف، ولكن أذن الفجر قبل أن أقوم بالانتهاء من ال1000 آية، كان متبقي حوالي 100 آية، ولكني أكملت صلاتي.
سؤالي هو هل سأكتب من المقنطرين إذا تقبل مني الله -سبحانه وتعالى-، أم أصلي مجددا في يوم آخر لكي أكتب منهم، وأستعوض الله أن أكون من المقنطرين في هذه الليلة؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمسلمُ يُثاب على نيته الصالحة بفضل الله تعالى وكرمه، فمن كان حريصًا على فعل طاعة لله تعالى، ثم طرأ عليه مانع من فعل تلك الطاعة؛ كُتب له ثوابها بفضل الله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: الثاني: أن من نوى الخير، وعمل منه مقدوره، وعجز عن إكماله، كان له أجر عامله؛ كما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن بالمدينة لرجالًا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر... إلى أن قال: وفي الصحيحين عنه أنه قال: إذا مرض العبد، أو سافر كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم- وشواهد هذا كثيرة. انتهى.
وبناء على ما سبق فإنه يُرجَى لكِ أن تُكتَبي من المقنطرين إذا كنتِ قد بذلت جهدك في ذلك، ثم طرأ عليك مانع لا تستطيعين دفعه. مع التنبيه على أن بعض أهل العلم قال بحصول الثواب الوارد في الحديث الذي ذكرتِه، ولو قرأ ألف آية في غير الصلاة، كما تقدم بيانه في الفتوى: 134878
والله أعلم.