عنوان الفتوى : دعا أن تصاب أمه بمرض إذا فعل شيئا ففعله فهل يستجاب الدعاء؟
دعوتُ أن تصاب أمي بالسرطان إذا فعلتُ شيئا معينا، ولم أستطيع أن أقاوم، وفعلته. فهل هذا يعني أن أمي سوف تصاب، أو أن ينعكس عليَّ، أو على الناس القريبن مني؟ أنا خائف ومتوتر. أرجو المساعدة، وهل سوف يستجاب دعائي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعفو عنك، فما أقبح ما فعلتَ، وكيف يدعو عاقل على والدته بالمرض؟! فهذا من العقوق، ولا شك، وتراجع له الفتوى: 412282.
وأما استجابة دعائك على والدتك: فذاك من الدعاء الذي لا يستجاب -إن شاء الله-، فقد قال تعالى: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ {يونس:11}.
جاء في تفسير البغوي: قال قتادة: هو دعاء الرجل على نفسه، وأهله، وماله بما يكره أن يستجاب، معناه: لو يعجل الله للناس إجابة دعائهم في الشر، والمكروه استعجالهم بالخير، أي: كما يحبون استعجالهم بالخير، لقضي إليهم أجلهم... أي: لفرغ من هلاكهم، وماتوا جميعا. اهـ.
وقال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم، أو أموالهم، أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم -والحالة هذه- لطفا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم، أو لأموالهم، وأولادهم بالخير، والبركة، والنماء؛ ولهذا قال: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم. أي: لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك، لأهلكهم... وقال مجاهد في تفسير هذه الآية: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير -هو قول الإنسان لولده، وماله إذا غضب عليه: اللهم لا تبارك فيه، والعنه-، فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك، كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم. اهـ.
وراجعي للفائدة الفتوى: 188093.
والله أعلم.