عنوان الفتوى : الدعاء على الوالدة بالمرض بقصد منع النفس من فعل الذنب
السؤال
ارتكبت معصية، وندمت على ارتكابها، وأقسمت ألا أعود، ودعوت ربي إن عدت أن أرى أمّي أمامي مريضة، وعدت، وأصيبت أمّي بعد فترة بجلطة، وهي الآن طريحة الفراش، فهل ذلك بسببي؟ فأنا أراها أمام عيني تتعذب. أفيدوني، وأريحوا قلبي الذي لا ينام؛ لأني كلما أراها أتذكر تلك المعصية، وتلك الدعوة التي دعوت بها في يوم من الأيام.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الدعاء على الوالدة بالمرض محرمٌ، وعقوق صريحٌ، ولا يبرره أنك تريدين منع نفسك من العودة إلى الذنب.
وإذا كان الدعاء على المسلم أمرًا محرمًا، فكيف بالدعاء على الوالدة المشفقة، التي حقها أعظم الحقوق بعد حق الله، وحق رسوله صلى الله عليه وسلم!؟
فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى.
وأما هل مرضها وقع استجابةً لدعائك، فهذا من أمر الغيب، ولا سبيل إلى العلم به على جهة اليقين، ولكن من الممكن أن يكون كذلك، فقد جاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ. رواه مسلم.
قال الخادمي الحنفي في كتابه بريقة محمودية: يعْنِي: لَا تَدْعُوا دُعَاءَ سَوْءٍ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُوَافِقَ دُعَاؤُكُمْ سَاعَةَ إجَابَةٍ، فَتَنْدَمُوا، وَلَا يَنْفَعُكُمْ النَّدَمُ. اهــ.
وعليك أن تجتهدي في برّ أمّك.
وأكثري من الدعاء لها بأن يشفيها الله تعالى، ويعافيها، ونسأل الله تعالى أن يشفيها وسائر مرضى المسلمين.
وأخيرًا: ننبهك إلى أنه يلزمك كفارة يمين؛ لحنثك فيها.
والله أعلم.