عنوان الفتوى : اشترطت عليه إكمال الدراسة فلم يف بذلك بعد الزواج

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم واتم الصلاة والتسليم على سيدنا محمد خاتم المرسلينبداية جزيل الشكر لحضرتكم على هذا المركز وجزاكم الله كل الخير عليه أعتذر للإطالة ولكن حتى أخلو من أي لبس أنا تربيت يتيمة الأب من عمر 2 سنة مع 2 إخوة لأم عمرها 23 سنة والحمدلله رب العالمين أحسنت تربيتنا على أتم وجه على الدين الإسلامي ومخافة الله ولم تتزوج/ المعيشة كانت على قولة بسم الله وبركته /إلى أن فتحها الله علي ودعوت الله أنه إذا فيها الخير والرضا له أن ييسرها لي والحمدلله أصبحت معيدة في الجامعة من الأوائل وكان التخصص الذي اخترته هو الوحيد في بلدي ليس هناك غيري إلى أن تقدم لخطبتي شاب وشاء القدير أن نتزوج ولكن منذ البداية قلت بأني سأتابع دراستي ولم يتكلم وقالها عمي عند كتب الكتاب .بعد الزواج أصبحت الحياة جحيماً لا يطاق كله من وراء إني أريد المتابعة كأن يمنعني من الذهاب للجامعة بالرغم من أني كنت أدرس طلاب سنة رابعة ومنعني من أن ألتزم بأي دورة لغة تابعة للجامعة /وقرن في بيوتكن // خير النساء من لا ترى الرجال ولا يراها الرجال / لكن ذلك لم يكن مطبقاً في كل نواحي الحياة وإنما فقط الدراسة /إحضار الأغراض يقول يا ريت تريحني من الإتيان بالأغراض وغير ذلك من الأمور التي تستلزم المخالطة وعدم رؤية الرجال كل أنواع الإهانة -الذل -التجريح -التهديد كل ما يخطر في البال من أساليب الضغط النفسي وكان لا يجد سوى الشكوى لله الواحد /أنا إنسانة ملتزمة بالحجاب والجلباب ومخافة الله وليس لي أي خلطة إلا بالتدريس مع الطلاب وبالحدود المباحة والله العليم /فانتهى كل شيء بالتخيير بالطلاق أو ترك الدراسة /علما بأنه هو معيد/ وتم كل شيء كما يريد ولكني قصدت وجه رب العالمين الذي لا ينسى عباده ولكني الآن في غير بلد ووجدت كل زميلاتي يتابعن دراسة الكتوراة وهو قد منعني من أن ألتحق بأي شيء يواكب العلم / دراسة -لغة -صحبة جامع كل شيء /إلا إحضار مستلزمات البيت لأنه يخرج من الصباح لآخر المساء أحيانا أحس بالكره وعدم محبة الخير لكن من منطلق مخافة الله أعامل بما يرضي الله وأصبر لكن شعور عدم الرضى والظلم يرافقني دون أن أحسسه لكني أتمزق من الداخل.أريد أن أعرف هل ممنوع للمرأة أن تتابع تعليمها وإذا كان تخصصها فريد/ عرضت الدراسة عن طريق المراسلة دون الذهاب فرفض/- وهل كان ما فعله من منعي المتابعة يحق له حتى وإن كنت قد كلمته به قبل الزواج ولم يرفض-وهل صحيح أن المراة التي تطلب الطلاق من زوجها تأثم بعد أن ترى أنها غير قادرة على تأدية ما طلبه الله-هل هذا الشعور أحاسب عليه أمام الله سبحانه وتعالى أرجو من الله الهداية والتوفيق

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سؤالك قد اشتمل على عدة أمور:

الأمر الأول: حكم عمل المرأة، والأصل في ذلك الجواز إذا كان العمل في ذاته مباحاً وانضبطت المرأة في عملها بالضوابط الشرعية من الحجاب والحشمة وعدم الخلوة والنظر والخضوع بالقول وغير ذلك من الضوابط، ومع هذا فالأفضل للمرأة هو القرار في بيتها، وعدم الخروج منه إلا لحاجة، قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى(الأحزاب: من الآية33)، لكن ذلك ليس بواجب فإذا انضبطت المرأة في خروجها بالضوابط الشرعية فلا بأس في الخروج.

والأمر الثاني: حكم عمل المرأة إذا كان زوجها يمنعها من ذلك، وذلك حرام إلا إذا كانت المرأة قد اشترطت على زوجها عند العقد أن تعمل، وبشرط أن تنضبط في عملها بالضوابط الشرعية، فإذا لم تشترط فلا تخرج إلا بإذنه، وإذا لم تنضبط بالضوابط الشرعية بأن كان خروجها يؤدي إلى الفتنة، فلا يجوز لها العمل.

والأمر الثالث: حكم دراسة المرأة، والأصل في ذلك الجواز، وقد يكون مستحباً أو واجباً بحسب العلم الذي تدرسه، لكن كل ذلك بشرط انضباط المرأة في دراستها بالضوابط الشرعية التي ذكرناها سابقاً، فإذا لم تنضبط بالضوابط الشرعية فلا تجوز لها الدرساة حينئذ.

والأمر الرابع: حكم دراسة المرأة إذا كان زوجها يمنعها من ذلك، والحكم في ذلك كالحكم في عمل المرأة إذا كان زوجها يمنعها من ذلك، فإذا كانت قد اشترطت عليه ذلك عند العقد، وكانت تنضبط في دراستها بالضوابط الشرعية فيجوز، وإلا فلا.

والأمر الخامس: ما يتعلق بطلب المرأة الطلاق، والأصل في ذلك عدم الجواز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس حرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وحسنه، ومن البأس إضرار الزوج بالمرأة وكرهها له بحيث لا تطيق العيش معه، وعدم القدرة على القيام بحق الزوج ونحو ذلك.

والأمر الخامس: ما يتعلق بحالك مع زوجك، والذي ننصحك به هو أن تكون العلاقة بينكما علاقة تفاهم وتراحم وود ورحمة، فينبغي أن تطيعي زوجك في ترك العمل والدراسة لاسيما في الأماكن المختلطة، واحتسبي أجرك عند الله، كما ينبغي له ألا يتشدد في منعك من ذلك، إذا أمكن أن تتابعي دراستك دون اختلاط، وإذا أمكن أن تعملي مع الالتزام بالضوابط الشرعية خصوصاً أنك اشترطت ذلك عليه عند العقد ووافق.

نسأل الله أن يصلح حالكم وأن يصلح ذات بينكم وأن يسهل أمركم، وأن يختار لنا ولكم ما فيه الخير.

والله أعلم.