عنوان الفتوى : هل يثاب من سجل القرآن ونشره على نسخة غير أصلية؟
هل يجوز استخدام برامج الحاسوب المقرصنة، لتسجيل القرآن الكريم ونشره؟
وهل يحصل للإنسان ثواب المستمعين في مثل هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى: 169485 منع استعمال البرامج المسروقة ولو في نشر الخير والدعوة؛ لما في استعمالها من التعدي على حقوق أصحابها، فلا يجوز استعمالها إلا بإذن مالكيها.
وأما هل يثاب من استعمل تلك البرامج في تسجيل القرآن ونشره؟ فيخشى أنه لا ثواب له إذا كان عالما بأنها مسروقة، أو كان هو الذي سرقها.
وقد ذكر الفقهاء نظائر لهذه المسألة، ومن ذلك أنهم قالوا لا ثواب في الصلاة في الأرض المغصوبة، ولا ثواب في الوضوء بالماء المغصوب، مع أن كلا من الصلاة والوضوء من أعظم العبادات التي يثاب عليها المسلم، ولكن لما كان فيها اعتداء على حقوق العباد لم يكن فيها ثواب، بل يأثم للغصب؛ وإن سقطت المطالبة بالصلاة والوضوء.
قال الشربيني -الشافعي- في مغني المحتاج: الصَّلَاةَ فِي الدَّارِ الْمَغْصُوبَةِ صَحِيحَةٌ، مُسْقِطَةٌ لِلْقَضَاءِ، مَعَ كَوْنِهَا لَا ثَوَابَ فِيهَا عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ. اهــ.
وفي شرح مختصر خليل، والمسمى: لوامع الدرر، للمجلسي الشنقيطي -رحمه الله-: الصحة لا تستلزم الثواب. ألا ترى الوضوء بالماء المغصوب. فإنه صحيح، مع أنه لا ثواب. اهــ.
والله أعلم.