عنوان الفتوى : أخذ الطالبة المنتقبة صورة مع معلمها ونشرها بين صديقاتها
أنا منتقبة، ونقابي كامل -والحمد لله-، وقد قمت بالتصوير مع أستاذ لي، يكبرني في السن. ونشرت الصورة لصديقاتي، وكانت توجد مسافة بيني وبينه. فهل يجوز فعل هذا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك للستر، والعفة، ونسأله أن يثبتك، وأن لا يزيغ قلبك بعد أن هداك، إنه سميع مجيب.
وأما التقاطك لصورة مع الأستاذ: فما كان ينبغي لك فعله، حتى ولو كان أكبر منك سِنًّا، ومثل ذلك نشرك للصورة ولو بين النساء؛ وإن كنا نرجو أن لا يلحقك إثم بسبب ذلك، لكن الصورة قد تنتشر فيراها الرجال، وقد تقع بأيدي السفهاء فيستغلونها، والتصوير ذاته ولو بالآلات والوسائل الحديثة، فيه خلاف، وإن كان الراجح جوازه، لكن الأولى الاقتصار على ما تدعو إليه الحاجة منه، ولاسيما بالنسبة للمرأة، والاستهانة بالتصوير ولو كان للذكرى، والحفظ في الهاتف فقط قد يكون مدخلا للشيطان، وبابا من أبواب الفتنة لقلب الإنسان، إذ يغري بإطلاع الغير على ما يستحسنه المرء من صوره، فينشرها بين صديقاته، ثم بعد ذلك تنتشر، والشيطان للإنسان بالمرصاد، يستغل كل فرصة يمكن أن يغويه من خلالها، فالحذر، الحذر، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
والله أعلم.