عنوان الفتوى : الخوف من النفاق والحذر منه دليل على وجود الخير في القلب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أخاف أن أكون من المنافقين. مثال: أقوم إلى الصلاة وأنا كسلان، وهذا ليس شيء بيدي، يعني من الطبيعي أنه لا يوجد مسلم يريد أن يكون من المنافقين، ويريد أن يغضب الله، لذلك أخاف.
أرشدوني إلى طريقة لا أكون بها من المنافقين، وللعلم حتى لو صليت الصلاة في وقتها، فأحيانا أشعر بأني كسلان فيها، وأحس أن هذا شيئا ليس بيدي.
أيضاً العادة السرية أتعبتني، أحاول أن أبتعد وأعود، أحاول وأعود. أحيانا أتمنى الموت ولا أرتكب هذه المعصية؛ لأنها تتعبني للغاية، وأشعر بذنب شديد عندما أرتكبها، لكن بعد أن أنتهي.
جربت الكثير من الحلول، وكل مرة أفشل. للعلم أنا في أوروبا وأسكن وحيدا، لا يوجد أحد معي في المنزل، سوى أشخاص لا يتكلمون العربية؛ لذلك لا أملك شخصا أكون معه وأقضي الوقت معه.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الحذر من النفاق والخوف منه، دليل على الخير، كما جاء في صحيح البخاري: قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، كلهم يخاف النفاق على نفسه... ويذكر عن الحسن البصري: ما خافه إلا مؤمن، ولا أَمِنَه إلا منافق.

ولذلك فإن خوفك من النفاق دليل خير -إن شاء الله تعالى- فاستعن بالله -تعالى- وانهض إلى الصلاة بهمة ونشاط.

ومما يعينك على ذلك ذكر الله -تعالى- عند القيام إليها، وإذا كان القيام من نوم فعليك بالسواك، وقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور. رواه البخاري وغيره مرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وراجع الفتوى: 267955، وما أحيل عليه فيها.

واحذر من التهاون بالصلاة والقيام إليها بتكاسل.. ؛ فإن ذلك من صفات المنافقين، يقول الله -سبحانه وتعالى- عنهم: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا. [النساء:142].

وأما عن العادة السرية، فقد بينا حرمتها وكيفة التخلص منها في أكثر من جواب، انظر مثلا الفتوى: 454879.

والذي ننصحك به بعد تقوى الله -تعالى- هو كثرة الدعاء، وصحبة الصالحين، والتعجيل بالزواج إذا كنت تستطيع، وإلا فعليك بكثرة الصوم كما أرشد إلى ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث قال في الصحيحين وغيرهما: يا معشر الشباب، من استطاع- منكم الباءَة، فليتزوجْ؛ فإنه أَغضُّ للبصر، وأَحصنُ للفرج. ومن لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاء.

نسأل الله لنا ولك التوفيق لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.