عنوان الفتوى : هل يدخل المنافقون في خطاب: يا أيها الذين آمنوا؟
هل المنافق نفاق اعتقاد إذا أظهر شعائر الإسلام يكون مخاطبا بقول الله: يا أيها الذين آمنوا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمنافق نفاقا اعتقاديا وهو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام مخاطب بالتكاليف وأحكام الشرع بحسب الظاهر، وهو في الباطن مخاطب بأن يتوب إلى الله من نفاقه ويدخل في الإسلام، لأن التزامه بالتكاليف الظاهرة وفعله بعض الشعائر لا يغني عنه من الله شيئا، والأصل في المخاطب بيا أيها الذين آمنوا أنهم المؤمنون ظاهرا وباطنا، فلا يدخل فيهم المنافقون؛ لأنهم ليسوا مؤمنين عند التحقيق، ولذا ضعف المحققون من المفسرين بعض الأقوال التي تقتضي دخول المنافقين في هذا الخطاب.
قال في فتح البيان في تفسير قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله: يا أيّها الذين آمنوا ـ خطاب لكافة المسلمين، وذكر ذلك عقب الأمر بالعدل، لأنه لا يكون العدل إلا بعد الاتصاف بالإيمان، فهو من ذكر السبب بعد المسبب: آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ـ أي اثبتوا على إيمانكم وداوموا عليه، على حد، فاعلم أنه لا إله إلا الله، ويا أيها النبي اتق الله، والكتاب هو القرآن، واللام للعهد، والكتاب الثاني هو كل كتاب، واللام للجنس، وقيل: إن الآية نزلت في المنافقين، والمعنى يا أيها الذين آمنوا في الظاهر أخلصوا لله، وقيل: نزلت في المشركين، والمعنى يا أيها الذين آمنوا باللات والعزى آمنوا بالله، وهما ضعيفان. انتهى.
وخطاب الله للمؤمنين بهذا الوصف يعني أن مقتضى إيمانكم أن تستجيبوا لهذا التكليف، وتعملوا بما أمرتم به، وليس المنافقون كذلك، فإنه ليس لهم إيمان يحملهم على الامتثال.
والله أعلم.