عنوان الفتوى : حكم الإجهاض خوفا من انتقال المرض إلى الطفل
بالله عليك يا شيخ عندي أمر أتمني منك الإجابة في أسرع وقت، أنا سيدة أبلغ من العمر42 سنة وأنا حامل في الشهر الرابع أعاني من مشكلة في الدم حيث إن الصفائح الدموية كانت هابطة قبل الحمل لكنها زادت في النزول حتى وصلت 52 بعد ما كانت 75 وأعاني أيضا من الآلام في فقرات الرقبة مند سنتين و لكن زاد الألم والصداع الدائم حيث إنني الآن أشعر بالهزال وعدم القدرة على الحركة وفشل في الذراعين مع العلم بأني في بلد أوروبي لدراسة زوجي وأني إن شاء الله عائدة إلي بلدي في شهر 7 وأن الدكتور أخبرني أن الطفل سيكون حاملا لهذا المرض وسيزاد الطفل صفائح و سوف يضطر لإنزال الجنين في الشهر السابع وأنه أثناء الولادة سيكون هناك نزيف وسوف يتم تزويدي بصفائح، وقال الدكتور إدا نزلت الصفائح على هذا الحد يضطر إعطائي الكورتيزول وقد خيرني إن كنت أرغب في إنزال الجنين لكني أردت أن أستشيرك وأستعين بالله و قبل أن أنسى إنني أم لستة أطفال أرجوك أن تجيبني في أسرع وقت لأني في حيرة أختك في الله .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمن علينا وعليك بالعافية والشفاء.
واعلمي أن الإجهاض له حالان:
الأول: أن يكون بعد نفخ الروح، وهذا لا خلاف بين أهل العلم في أنه حرام، لأنه قتل للنفس التي حرم الله بغير حق.
والثانية: أن يكون قبل نفخ الروح، وقد اختلف في ذلك أهل العلم:
-فذهب الحنفية والشافعية إلى أن ذلك جائز.
-وذهب الحنابلة إلى أن ذلك يجوز إذا كان قبل تمام الأربعين يوماً.
-وذهب المالكية وهو قول عند الشافعية والحنابلة إلى أن ذلك لا يجوز مطلقاً، وهذا هو المفتى به في الشبكة الإسلامية، ولكن لذلك استثناء في حالتين:
الأولى: أن تكون حياة الأم معرضة للخطر بسبب استمرار الحمل.
والثانية: أن يكون الطفل قد مات في بطن أمه.
وعليه؛ فإنه لا يجوز لك الإجهاض إلا إذا قرر الأطباء الثقات أن استمرار الحمل يشكل خطراً على حياتك، وأما احتمال انتقال المرض إلى الطفل فإن هذا ليس عذراً يبيح الإجهاض، وذلك على القول بتحريم الإجهاض مطلقاً.
والله أعلم.