عنوان الفتوى : التوبة من سماع الأغاني والتسبب في نشرها
أنا أحد مستمعي الأغاني، وكنت سببا في معرفة أحد أقاربي للأغاني، وعرفته على أغنية معينة، وهذا الشخص قام بنشر الأغنية بين معارفه، وأنا نادم على نشري لهذه الأغنية وتعريفه عليها، فماذا أفعل؟ علما بأنني لم أتب من سماع الأغاني، وما زلت أستمع إليها، ولا أستطيع تركها ولا أفكر في ذلك، لكن همي هو السيئات الجارية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أولا أن تعرف أن الغناء أنواع، وليس كل غناء محرما، والتفصيل في الفتوى: 987.
فإذا كانت الأغنية المذكورة من النوع المحرم حسبما هو مبين في الفتوى المحال عليها فلتتب إلى الله تعالى أولا، ولتكف عن سماع الأغاني المحرمة، ثم تنصح هذا الشخص وغيره بأن يتوبوا من سماع الأغاني المحرمة، فتوبتك من الأغاني وندمك على الاستماع إليها من أقوى أسباب الاستجابة لنهيك عن المنكر، ومع ذلك فكونك تسمعها لا يمنع من وجوب إنكارك المنكر، فإن مرتكب المنكر يجب عليه أمران: التوبة منه، ونهي غيره عنه، ولا يسقط أحد الواجبين بفعل الآخر، وعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا من هذا السماع المحرم، فإن إصرارك عليه يفضي به إلى أن يكون من كبائر الذنوب ـ والعياذ بالله ـ واستعن بالله على التوبة، فإن الشيطان هو الذي يوهمك أنك لا تستطيع، وإذا تبت توبة نصوحا برئت ذمتك ولم يضرك ما يفعله الناس بسبب دلالتك لهم إذا نصحتهم وأبرأت ذمتك، وانظر الفتوى: 50160.
والله أعلم.