عنوان الفتوى : هل عمل إعجاب على فيديو محرم يعتبر إعانة على المنكر؟
أنا محتار في قضية -بعض الشيء-، وهي الإعانة على المنكر. هل من وقع في الخطأ، وربما شاهد موسيقى في اليوتيوب، ووضع إعجابا، هل نعتبره معينا للمغني،
ويشاركه وزره؟ هل يأخذ وزر كل من يستمع الأغنية؟ مع أن قصده ليس إشهارها، فهي أصلا مشهورة، وهل تقبل توبة من تاب من الإعانة على منكر، لكنه لم يتوقف هو عن فعل هذا المنكر، أي ندم، وتاب على كونه معينا للناس على فعله، لكنه هو لم يتوقف عن فعله، ومن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا)، قال من دعا، أي الداعي، وليس المعين على منكر، أو يلحق به المعين؟
وهل من كان يدعم مشهورا بهدايا افتراضية في بث مباشر فيه كلام، لكن هناك من تارة لأخرى موسيقى، وأشياء محرمة، هل يعتبر آخذا لإثم كل من شاهد البث المباشر، مع العلم أنه كان مشهورا ليس بسببه، وتاب من دعمه له، لكنه بقي يدخل تارة إلى أخرى للمشاهدة فقط، ويتفادى المحرمات ما استطاع.
مثال آخر: مدخن دل صديقا له على التدخين، ثم ندم على دلالته له، وتاب، لكنه لم يتوقف عن التدخين ( أقصد الشخص، وليس صديقه)، فهل توبته من ذنب إرجاع صديقه مدخنا تستلزم أن يتوقف هو بذاته عن التدخين، فكيف يمكن أن نجيب في هذه الحالة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الإعانة على المنكر، فقد بينا ضوابطها مفصلة في الفتوى: 312091.
وما ذكرته من عمل إعجاب على فيديو محرم مما يبدو أنه ليس من تلك الإعانة، وإن كان مُحَرَّمًا في نفسه.
وأما من تاب من الإعانة دون أن يتوب من الذنب، فتوبته صحيحة عند جمهور العلماء القائلين بأن التوبة من ذنب تصح مع الإقامة على غيره، وانظر الفتوى: 307408.
والله أعلم.