عنوان الفتوى : حكم مشاهدة الشخص للإعلانات التي يرفعها على قناته من عدة أجهزة لكسب المال
أنا أعمل في اليوتيوب. هل الربح من اليوتيوب حلال أم لا؟
أنا أقوم برفع فيديوهات على قناتي، وأقوم بالمشاهدة من أجهزة أخرى، ويخرج لي ربح من مشاهدتي للإعلانات من الأجهزة الأخرى.
وللعلم فقناتي ضعيفة، ولا تجلب مشاهدات إلا من أجهزتي الأخرى التي أشاهد منها فيديوهاتي. والإعلانات، لا يوجد فيها نساء أو منكر -لا سمح الله- لأني أقوم بفلترة جميع الإعلانات، ومنعها من الظهور.
فهل -إن شاء الله- ليس هناك محظور؟ أكرر، أغلب المشاهدات تأتي من أجهزتي الأخرى، ولا يشاهدني ناس كثر؛ لأن قناتي ضعيفة؟
وأنا بصراحة أرى أن الأمر عادي، وليست فيه حرمة؛ لأن المعلن في الأول والآخر يريد ظهور الإعلان على القنوات، وأنا أقوم بهذا الظهور بشكل عادي من أكثر من جهاز. وهكذا يكون المعلن قد استفاد، وأنا الناشر قمت بالاستفادة.
وللعلم -أيضا- المشاهدات تأتي من أجهزة حقيقية وشرعية مئة بالمئة، وأنا أرى أن في هذا الموضوع -بإذن الله تعالى- فائدة لي وللمعلن.
أتمنى الرد من فضلكم بوضوح، مع فهمكم لكل التفاصيل التي ذكرتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تفعله من مشاهدة الإعلانات التي ترفعها على قناتك من خلال أجهزة أخرى؛ لتوهم أصحاب الإعلان أنه تمت مشاهدته. وتكسب المال من وراء ذلك. لا يخلو من غش وخداع، وقد نهينا عن ذلك.
فقد أخرج مسلم في صحيحه، عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ...مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي.
وأخرج ابن حبان في صحيحه، والطبراني في معجمه الكبير من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ.
ومشاهدتك أنت للإعلان من أجهزة أخرى لا يفيد صاحب الإعلان؛ وبالتالي فلا يجوز لك ما تفعله من حيل بالدخول من أجهزة أخرى؛ ليظهر لأصحاب الإعلان أنه تمت مشاهدة إعلانهم من أناس كثر، والحقيقة أنه لم يشاهده غيرك، لكن بحيلة وخداع.
وسبل الكسب الحلال الطيب كثيرة لمن تحراها وابتغاها. ومن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا كما في قوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2-3}.
والله أعلم.