عنوان الفتوى: حكمة تقييد الزوجات بالأربع، دون الإماء

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما الحكمة في تقييد الله -عز وجل- الزواج بأربعة فقط دون زيادة، مع السماح بامتلاك الإماء بدون تقييد أي عدد؟ ما هو الفرق حيث إن الزوجة والأمة بإمكانهنّ إنجاب الأطفال، وينسبون إلى الأب؟
وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما حكمة تقييد الزوجات بالأربع، فقال الخطيب الشربيني في الإقناع: قال ابن النقيب: والحكمة في ‌تخصيص ‌الحر ‌بالأربع أن المقصود من النكاح الألفة والمؤانسة، وذلك يفوت مع الزيادة على الأربع. ولأنه بالقسم يغيب عن كل واحدة منهن ثلاث ليال، وهي مدة قريبة. اهـ.

وقال قليوبي في حاشيته على شرح المحلي: قيل: كان في شريعة موسى جواز النكاح للرجل بلا حصر رعاية لمصلحة الرجال، وفي شريعة عيسى لا يجوز الزيادة على واحدة رعاية لمصلحة النساء، وقد اعتدلت شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- برعاية مصلحة الفريقين، ‌وحكمة ‌تخصيص ‌الأربع -كما قيل-: إن غالب أمور هذه الشريعة مبني على التثليث، وترك الزيادة عليه، كما في الطهارات، وإمهال مدة الشرع، ونحو ذلك، فلو زيد هنا على الأربع لكانت نوبة كل واحدة لا تعود إلا بعد أكثر من ثلاث ليال، وفيه مخالفة لما مر. اهـ.

وقال الدهلوي في حجة الله البالغة: الأصل في التحريم -يعني محرمات النكاح- أمور ... منها: العدد الذي لا يمكن الإحسان إليه من العشرة الزوجية .. فقدر الشارع بأربع، وذلك أن الأربع عدد يمكن لصاحبه أن يرجع إلى كل واحدة بعد ثلاث ليال .. وثلاث أول حد كثرة، وما فوقها زيادة الكثرة. اهـ.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 32541، 156337.

وأما عدم هذا التقييد في ملك اليمين، فلأن الإماء لا يقتصر غرض امتلاكهن على التسرِّي، بل يكنَّ كذلك للخدمة والمهنة وغير ذلك، وقد يزوِّج السيد أمته من عبده أو من غيره، فيكون له خدمتها، ومنفعتها، ولغيره بضعها.

قال ابن العطار في شرح العمدة: قال أصحاب الشافعي: ‌والفرق ‌بين ‌الزوجة ‌والأمة: أن الزوجة تراد للوطء خاصة، فجعل الشرع العقد عليها كالوطء، لما كان هو المقصود، بخلاف الأمة؛ فإنها تراد لملك الرقبة، وأنواع المنافع غير الوطء، ولهذا يجوز أن يملك أختين، وأمها، وبنتها، ولا يجوز جمعهما بعقد النكاح، فلم تصر الأمة بنفس العقد عليها فراشًا، فإذا حصل الوطء، صارت كالحرة، فصارت فراشًا. اهـ.

والله أعلم.

شارك الفتوى

أسئلة متعلقة أخري
هل يسقط حق الزوجة في القسم بسبب امتناعها عن القدوم إليه لرعاية الأولاد؟
إيذاء إحدى الضرائر الأخرى وسلبية موقف الزوج
تنازل الزوجة عن بعض حقوقها طواعية
الزوجة الثانية المقيمة في بلد آخر، إذا حضرت لبلد الزوج يجب عليه العدل في القسم بينها وبين الأولى
التفاضل بين التعدد والاقتصار على زوجة واحدة
عقد على فتاة ثانية ويخاف أن يظلم الأولى والثانية
حكم وطء الزوجة نهارا في بيتها في دور ضرتها التي في العمل