عنوان الفتوى : الواجب على مَن صلّى الجمعة خلف إمام أخطأ في الفاتحة ثم جمعها مع العصر للمطر
في صلاة الجمعة أخطا الإمام في سورة الفاتحة بلحن جليّ، وهو إضافة حرف، وصحّحنا له، ولم يصحّح الخطأ، وواصل الصلاة، وبعدها جمع العصر معها بسبب المطر، وبعد الانتهاء من صلاة السنة تشاورنا وتناقشنا حول الأمر -لأن صلاة الجمعة بطلت في حقّنا-، وتوّصلنا في نهاية الأمر إلى أن نعيد الجمعة؛ لأننا لم نفعلها، ولأنه طال الفصل بين الخطبة والصلاة بسبب صلاة العصر، ثم السنة، ثم نقاشنا الأمر، فخطبنا من جديد، ثم صلّينا الجمعة، فهل هذا صحيح، أم كان يكفينا أن نأتي بالجمعة دون الخطبة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا تيقّنتم أن صلاة الإمام قد بطلت، فكان عليكم أن تأمروه بإعادتها، ما دام لم يصحّح الخطأ في الصلاة.
فإن لم يستجب؛ فما فعلتموه من إعادة الجمعة صحيح، إذا كان عددكم هو العدد الذي تنعقد به الجمعة على خلاف العلماء في العدد المعتبر لانعقاد الجمعة، وانظر الفتوى: 3476.
وإن لم يبلغ عددكم القدر المعتبر لانعقاد الجمعة، فكان عليكم أن تعيدوها ظهرًا.
وحيث كان عددكم مما تصحّ به الجمعة، فما فعلتموه من إعادة الخطبة هو الصواب؛ لأن الموالاة بين الخطبتين وبين الصلاة شرط، كما وضحناه في الفتوى: 63212.
لكن لا يعتدّ لكم بصلاة العصر التي صلّيتموها مع الإمام؛ لأن الترتيب بين الصلاتين المجموعتين شرط في صحة الجمع، كما أن من العلماء من لا يجيز جمع العصر مع الجمعة، وهو مذهب الحنابلة.
والله أعلم.