عنوان الفتوى : معنى حديث: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر
السائل ص. م. م. - من طنطا في جمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: يقول الرسول ﷺ: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر سماحة الشيخ فإن الوقت قد تغير ووضعت مكبرات الصوت في المساجد وهي تصل إلى مدى بعيد جدًا، فهل معنى الحديث من سمع النداء بدون مكبرات؟ أم ماذا؟ وهل لهذا تقدير بالأمتار أو الكيلوات؟ أفتونا أثابكم الله.
ج: المراد سماع صوت المنادي بدون مكبر، عند هدوء الأصوات وعدم وجود موانع ويعرف ذلك بالعادة المستمرة عند عدم وجود مانع.
وعلى المؤمن أن يجتهد في ذلك وأن يحتاط لدينه وذلك بالحرص على حضور الجماعة والمشاركة لإخوانه في هذه العبادة العظيمة.. امتثالًا لقوله سبحانه: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238] وقوله : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43].
وقول النبي ﷺ: من حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف[1] رواه الإمام أحمد بإسناد حسن.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي ﷺ: هل تسمع النداء للصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب.
وفي صحيح مسلم أيضًا عن عبدالله بن مسعود أنه قال: (من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق أو مريض، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وفق الله المسلمين جميعًا لما يرضيه إنه جواد كريم[2].
--------------------
رواه أحمد في (مسند المكثرين) برقم (6288)، والدارمي في (الرقائق) برقم (2605). من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من (المجلة العربية). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 12/55)