عنوان الفتوى : تنزيه الله عن الظلم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

قرأت عندكم هذه الكلمات في إحدى الفتاوى:"إن من أصول عقيدة أهل السنة، أنه لا يجب على الله -تعالى- لعباده شيء، بل هو -سبحانه- الفاعل المختار والكبير المتعال. وله أن يأمر عباده بما شاء، وينهاهم عما يشاء، وأن يختار لهم ما شاء، ويعطيهم ما شاء، ويمنعهم مما يشاء. لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، ولا ملزم يلزمه برعاية مصالح عباده"
وقد أشكل علي فهمها، ودارت في ذهني شبهات. فأحببت أن أسأل: أنا أعلم أنه لا يجب على الله شيء، بمعنى أنه لا أحد يقدر أن يوجب عليه شيئا، فمن سيوجب على الله شيئاً!
ولكن أليس بمقتضى صفاته وأسمائه الحسنى، فإنه لا يتصور منه إلا كل خير. أعني مثلا جملة: له أن يأمر عباده بما شاء، ويختار لهم ما شاء. وما على شاكلة هذا الكلام.
هل هذا معناه أن الله له أن يظلمنا، وله يأمرنا بما لا نطيق؟ هل له يأمرنا بما ليس فيه حكمة ولا سبب أو علة، وسيتعين علينا حينها أن نطيع؛ لأنه الله، ليس لأي حكمة أو علة أو قيمة؟
هذا التصور يُحدث ضيقاً في نفسي، وغصة في قلبي تجعلني أنظر لله وكأنه إله من الممكن أن يظلمنا ويعذبنا بلا سبب، وبلا استحقاق منا لذلك. ومع ذلك فلا خطأ في هذا؛ لأنه هو الله الذي لا يجب عليه شيء، وهو يفعل ما يشاء.
أتمنى أن أكون قد أوضحت الصورة التي في ذهني والتي تسببت في تلك الخنقة عندي.
أرجو الرد سريعا، جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمفتاح الجواب قد ذكره السائل نفسه حين قال: (أنا أعلم أنه لا يجب على الله شيء. بمعنى أنه لا يقدر أحد على أن يوجب عليه شيئا، فمن سيوجب على الله شيئاً؟!).
وعلى هذا الميزان نقول: إن الله -تعالى- يقدر على ظلم العباد -أيًا كان نوع هذا الظلم- ولكنه -سبحانه- لا يفعل ذلك، فقد حرم الظلم على نفسه. فالخلاصة أن: (الله سبحانه قادر على الظلم، لكنه منزه عنه). وهذا الظلم المنفي عن الله -تعالى- يتناول وضع أي شيء في غير موضعه.

وراجع تفصيل ذلك في الفتوى: 175719.
والله أعلم.