عنوان الفتوى : النقطة الواحدة من الدم هل تعد حيضا؟
في أول يوم من رمضان، وجدت نقطة دم نزلت مني، وبعد ذلك اغتسلت وصمت، ووجدت بعد التراويح نقطة دم أخرى، لكنها كانت أكثر من الأولى، فلم أصم، ولم أنوِ الصيام، واستيقظت، فلم أجد دمًا، فهل صيام أول يوم متقبل أو لا؟ مع العلم أنه لم ينزل دم في نهار رمضان، بل نزل بعد التراويح، وكنت مغتسلة، وهل أصوم الآن أو لا؟ مع العلم أني لم أتسحر ولم أنوِ أن أصوم، وقرأت أنه من الجائز أن أغتسل بعد الفجر، لكني لا بد أن أنوي صيام الفرض.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن النقطة الواحدة من الدم، لا تعد حيضًا عند جمهور أهل العلم، وهو الراجح -خلافًا للمالكية-.
وعليه؛ فاليوم الذي نزلت فيه القطرة من الدم، صحيح صومه، وراجعي في ذلك الفتوى: 32684.
أما اليوم الثاني الذي لم تنوي صيامه حتى أصبحتِ، فصيامه غير صحيح؛ لأن الوقت المعتبر لنية الصوم الواجب -كصوم رمضان- هو الليل، قال ابن قدامة في المغني: وجملته: أنه لا يصح صوم إلا بنية، إجماعًا. فرضًا كان أو تطوعًا...
وإن كان فرضًا -كصيام رمضان...- اشترط أن ينويه من الليل عند إمامنا، ومالك، والشافعي... انتهى.
وعليه؛ فصومك في اليوم الأول صحيح.
وعليك قضاء اليوم الثاني؛ لعدم تبييت النية.
وواصلي صومك؛ لأن القطرة الواحدة من الدم، لا تعد حيضًا عند الجمهور، وهو الراجح -كما سبق-.
والله أعلم.