عنوان الفتوى : هل يأثم من وضع إعجابا بالخطأ على كلام كفري؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت أتصفح في الفيس بوك، وطبعا أنا أعمل إعجابات لزملائي، ثم ظهرت صفحة مكتوب فيها سؤال -أستغفر الله العظيم- إلحاد وكفر.
ويظهر أني عملت له إعجابا بدون ما أقرأ بالغلط، ولكن بعد ما رأيت سؤاله -أستغفر الله- كتبت حسبنا الله ونعم الوكيل، وألغيت الإعجاب، وألغيت الصداقة، وعملت له حظرا.
الآن عندي وسواس قهري. أريد منكم المساعدة. أنا أصلي وأصوم، لكن أريد المساعدة للتخلص منه.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك فيما فعلت، لأنه كان خطأ دون قصد منك، والخطأ لا إثم فيه، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.

قال ابن كثير في تفسيره: فإن الله قد وضع الحرج في الخطأ، ورفع إثمه، كما أرشد إليه في قوله آمرا عباده أن يقولوا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة: 286]. وثبت في صحيح مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله: قد فعلت". وفي صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب، فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ، فله أجر". وفي الحديث الآخر: "إن الله رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما يكرهون عليه". وقال هاهنا: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما} أي: وإنما الإثم على من تعمد الباطل كما قال تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}.اهـ

فما عليك الآن إلا أن تكثر من الاستغفار، والعمل الصالح، ولا تشغل نفسك بالتفكير في هذا الأمر الذي حصل منك خطئا من غير قصد، وينبغي لك في المستقبل أن لا تعمل إعجابا إلا لما قرأته، وعلمت أنه خال من المحاذير الشرعية.

وراجع في علاج الوسوسة الفتويين: 226276، 51601.

والله أعلم.