عنوان الفتوى : زواج الفقير بالغنية.. نجاح أم فشل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم زواج الرجل من المرأة التي تكون أغنى منه مالا، وما علاقتها بالكفاءة في الإسلام وما تفسير قول الرسول(صلى الله عليه وسلم: لا يزوج النساء إلا الأولياء ولا يزوجن إلا من الأكفاء.!!!! وماهو تعريف الكفاءة، وهل ستكون الحياة سعيدة مع الفرق الكبير بين الاثنين لأنه سوف تنتقل إلى مستوى أقل في المعيشة بكثير، وهذا هو اعتراض والد الفتاة ووالد الشاب لأنهما غير مناسبين لبعضهما وستكون حياتهما غير مستقرة.. وهل تجوز خطبة المرأة لرجل غير قادر على الإنفاق لأنه مازال يدرس بكلية الهندسة في السنة الثانية وهي في السنة الأوى من الثانوي..... وإرجاء الزواج إلى ما بعد الدراسة أي ما يقارب (ثلاث سنوات)، وإذا اعترض والد الفتاة على خطبة هذا الشاب لأنه مازال يدرس ولو استمرت العلاقة بينهما حيث يتحادثان في التليفون يوميا تقريبا، فهل تجوز العلاقة، وما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم الكلام عن الكفاءة في النكاح وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 998، 19166، 22388.

والخلاصة أن الراجح من أقوال أهل العلم هو أن الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين والخلق دون بقية الأشياء من نسب أو مال ونحو ذلك، وعليه فلا بأس في زواج الغنية بالفقير، هذا من جهة الحكم الشرعي، أما من جهة نجاح هذا النكاح واقعاً فهذا يختلف باختلاف الناس، لكن إذا كان الزوجان من ذوي الخلق والدين فإن الغالب هو النجاح، والعكس فيما إذا كان الزوجان أو أحدهما ليس من ذوي الدين والخلق.

وأما عن خطبة الشاب الذي ما زال يدرس لفتاة ثم تأخير الزواج إلى ما بعد التخرج، فإنه لا بأس به بشرط ألا تكون هناك علاقات آثمة خلال فترة الخطوبة، لأن المخطوبة أجنبية فتُعامل كالأجنبية فلا خلوة ولا نظر ولا لمس ولا كلام إلا بقدر الحاجة...

وأما عن حديث: لا يزوج النساء إلا الأولياء.... فقد رواه البيهقي عن جابر رضي الله عنه لكن في إسناده الحجاج بن أرطأة، قال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس، وعلى فرض صحة الحديث فمن يقول إن الكفاءة المعتبرة هي الكفاءة في الدين والخلق فإنه يحمل الحديث عليها.

وأما إذا رفض والد الفتاة الخطبة ولم يقتنع بذلك بعد اتخاذ كافة الوسائل، فإننا ننصح هذا الشاب بأن ينسى هذه الفتاة وأن تنساه وأن يقطعا كل علاقة بينهما، وسيجد كل واحد منهما زوجاً يناسبه بإذن الله، نسأل الله أن يصلح الحال وأن يختار لنا ولكم ما فيه الخير والصلاح.

والله أعلم.