عنوان الفتوى : معاني الكلمة في لغة العرب قد تطلق على عدة معاني
هناك كلمات في القرآن، لا نفهمها بلغتنا في هذا العصر. هل تغيرت لغة العرب من زمن الصحابة إلى زماننا؟ أم ماذا؟
مثال: كلمة (عدل) في الآية: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها}. العدل ليس معناه القسط، بل معناه الفدية. وغيرها كثير.
لماذا تغيرت معاني كلمات القرآن؟ ولماذا يكون معناه خلافَ المتوقع، ومختلفًا عما نعرفه اليوم؟
مثال آخر حتى تتضح الصورة: كلمة الريش، في قول الله تعالى: {قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا}، معنى الريش هنا ليس ريش الطيور، بل معناه المال، وقيل معناه لباس الزينة.
أحسن الله إليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي تبدل هو فهم الناس وعلمهم باللغة العربية، وليست اللغة ذاتها هي التي تبدلت.
والكلمة الواحدة قد تطلق في لغة العرب على عدة معانٍ، فإذا جهل الناس في عصرنا تلك المعاني ولم يعلموا إلا بعضها، فلا يصح أن يكون جهلنا بلغة العرب حاكما عليها، فنقول لم تغيرت اللغة؟!
وما ذكرته من الأمثلة لها عدة معان في لغة العرب، ومبسوطة في كتب المعاجم، فالريش مثلا يطلق في لغة العرب على اللِّبَاس الفاخِر، ويطلق على ريش الطائر، وعلى الخِصْب والمَعَاش، والمال المُسْتَفَاد، والأَثَاث.
وكذا كلمة العدل تطلق على عدة أمور: فالعدل ضد الجور، ويطلق على الشخص المَرْضِيِّ قولُه وفعلُه من الناس، فيقال: رجلٌ عدلٌ وامرأة عدلٌ، وكذا يطلق العدل ــ بفتح العين وكسرهاــ على الْمِثْل، والنَّظِير، ويطلق العدل ويراد به الفداء والجزاء، والكيل والفريضة والاستقامة. وكل هذه المعاني لكلمة الريش، وكلمة العدل مبسوطة في كتب المعاجم.
وأما سؤالك: "لماذا تغيرت معاني كلمات القرآن؟ ولماذا يكون معناه خلافَ المتوقع ومختلفًا عما نعرفه اليوم؟"
فجوابه: قد بينا لك أن تلك الكلمات لها عدة معان في لغة العرب، فهي لم تتغير عن وضعها العربي، وإنما الذي تغير -كما سبق- هو علم الناس بها.
والله أعلم.