عنوان الفتوى : بكاء الأم عند سفر ابنها فطري
لاحظت من أمي، أنني لما أسافر ولو مع إذنها، فعندما نفترق وأكون مستعدا للسفر عينها تدمع، ولا أدري لماذا: هل هو طبيعي، أم شفقة؟ أم هي غير راضية بسفري؟
فهل هذا البكاء يدخل في حديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، فَقَالَ: ارْجِعْ عَلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا، كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا؟
فكيف أتصرف لو أتى يوم سفري إلى طلب العلم، ووجدت أمي تبكي، مع أنها أذنت لي بالسفر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق تفصيل القول في حكم استئذان الوالدين للسفر في طلب العلم، فراجع الفتوى: 102254.
وعلى كل، إن أذنت لك أمك، فلا حرج عليك في السفر. وليس من الغريب أن تبكي أمك حال وداعك حزنا على فراقك لها.
والحديث المذكور متعلق بخروج هذا الرجل إلى الجهاد وهو غير متعين عليه، فلم يجز له الخروج بغير إذن والديه.
قال الخطابي في معالم السنن تعليقا على هذا الحديث: قلت: الجهاد إذا كان الخارج فيه متطوعا، فإن ذلك لا يجوز إلاّ بإذن الوالدين.
فأما إذا تعين عليه فرض الجهاد، فلا حاجة به إلى إذنهما، وإن منعاه من الخروج عصاهما، وخرج في الجهاد. اهـ.
ونوصيك إن سافرت بالتواصل مع أمك، وتفقد حالها، وتطييب خاطرها، وألا تطيل الغيبة متى ما أمكنك ذلك.
والله أعلم.