عنوان الفتوى : أحكام من تشعر بخرج بول بعد الوضوء
عندما أتوضأ أشعر بخروج بول، فأعيد الوضوء مرات كثيرة، ثم أشعر بحركة البول في فرجي، فأعيد الوضوء مرات كثيرة، ثم عندما أتيقن أصلي جالسة، خوفًا من خروج شيء مني، وتكون صلاة صحيحة على طهارة، ولكنني أريد أن أصلي ركوعا وسجودا، فأعيد الصلاة بوضوء واحد فقط دون الالتفات لما يخرج مني.
فهل هذا صحيح؟ أم يجب أن أصلي بعدها مرة أخرى جالسة؟ مع أن ذلك سيجعلني أعيد الوضوء كثيرًا حتى أتيقن مرة أخرى.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهناك احتمالان لما ذكرت:
الأول: أن تكوني ممن يلازمه الشك في هذا، فيكون شعورك بخروج هذه القطرات مجرد شك ووهم، والحكم حينئذ ألا تلتفتي إليه، ولا تفتشي، ولا تبحثي عما إذا كان خرج منك شيء أو لا، بل ابنِي على الأصل، وهو عدم خروج شيء منك، واستصحبيه؛ حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلافه، ولا تعيدي وضوءًا، ولا صلاة. وانظري لكيفية علاج الوسوسة الفتوى: 51601.
وعلى هذا، فإذا قضيت حاجتك، فاستنجي، وتعاملي مع الأمر بصورة طبيعية، متجاهلة كل شك ووسوسة، وصلي قائمة صلاة طبيعية بركوع وسجود، ولو شككت في نزول شيء، فلا تقطعي صلاتك لأجله وهي صحيحة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- لما شكا إليه رجل أنه يخيل إليه خروج الريح فقال: لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. متفق عليه. وهذا لفظ البخاري. والعلاج النافع لهذه المسألة هو الإعراض عن تلك الوساوس، وعدم الالتفات إليها بحيث تجاهدين نفسك بإقناعها بعدم حصول ما تخيلته.
الاحتمال الثاني: أن لا يكون لديك شك ملازم، بل ما تشعرين به من نزول قطرات بعد البول تجدين أثره في الواقع، وهو ملازم لك أكثر الوقت، فهذا يعامل معاملة السلس، والحكم فيه أن تستنجي بعد قضاء الحاجة، وتضعي على المخرج ما يمنع انتشار النازل، وتتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلين قائمة بركوع وسجود طبيعيين، ولا يضرك ما نزل أثناء الصلاة. وانظري الفتوى: 9346.
والله أعلم.