عنوان الفتوى : تأخر إجابة الدعاء ليس مسوغا للاستمرار في المعصية
هل عند دعاء الله، لترك ممارسة معصية، تتأخر الإجابة؟
أليس من المفروض أنه عندما ندعو الله بأن نترك معصية، أن يستجاب الدعاء على الفور، أي بمجرد أن ندعو الله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدعاء بترك المعصية كسائر أنواع الدعاء، قد تعجل إجابته وقد تؤخر، وراجعي في بيان أنواع إجابة الدعاء، وأسباب تأخرها الفتاوى: 421351 - 316117 - 275179.
والمهم أن تعلمي أن التوبة واجبة على الفور، وأنه لا عذر لأحد في تأخير التوبة، بحجة أنه دعا بترك المعصية ولم يُستجب له، أو غير ذلك من الحجج.
قال النووي: واتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة، وأنها واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة. اهـ. من شرح صحيح مسلم.
وقال ابن القيم: المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها، فمتى أخرها عصى بالتأخير، فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى، وهي توبته من تأخير التوبة، وقل أن تخطر هذه ببال التائب، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شيء آخر، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة. اهـ. من مدارج السالكين.
والله أعلم.