عنوان الفتوى : الرؤيا الصالحة من مبشرات النبوة
أنا شاب متدين أحافظ علي جميع الصلوات في أوقاتها وبصفة خاصة الفجر وعلى الأذكار وقراءة القرآن وأعمال الخير وهناك بعض الأمور التي تحدث لي في اليقظة وفي النوم في النوم مثلا رأيت الكعبة وقبلت الحجر الأسود وقرأت في التفسير سوف أذهب إلى السعودية ولكني فقير وفجأة وبعد عدة شهور قال لي أحد الأثرياء في القرية أريد أن تعمل عمرة على حسابي وبالفعل ذهبت في رمضان الماضي بأداء عمرة وكثير من الرؤيا التي تشرح قلبي والأمور التي تحدث لي في اليقظة أتنبأ بحدوث شيء معين مثل أن أحد المصلين يأتي ليصلي الفجر ويأتي بالفعل مع العلم بأنه منذ شهور لم يأت وكثير من الأمور التي عندما تحدث أفرح وأشعر بلذة ما بعدها من لذة وعلى فكرة أنا كثير التفكر في الموت والآخرة وفي الله تعالى وكثير البكاء وكثيرا ما يخطر في بالي أن هذه الأشياء تحدث لي من الشيطان فهل هذا صحيح أفيدوني افادكم الله ؟؟
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك للمحافظة على الصلوات وفعل الخيرات، ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقك شكر هذه النعمة والثبات عليها، واعلم أن الرؤيا الصالحة من الله، وهي من المبشرات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له. رواه مسلم. وما دمت ترى الشيء السار في المنام فيحصل كما رأيت، فهي بشرى لك، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة،رواه البخاري ومسلم وعند مسلم " الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة " فما تراه إذن من الرؤيا الصالحة يعتبر من الله وليس من الشيطان. قال صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان... رواه مسلم.
وأما ما تتوقعه في اليقظة ويقع كما توقعته، فهذا نوع إلهام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم. وراه مسلم. وخص عمر لكثرة وقوع ذلك منه لا تخصيصه بذلك.
والله أعلم.