عنوان الفتوى : أدلة صدق النبي وقواعد ثبوت الأحاديث النبوية
لي صديق يريد الدخول في الإسلام، ولديه العديد من الأسئلة، منها: كيف نثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان موجودا؟
وأن كتب السيرة اليوم، والأحاديث هي نفسها سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وأن أحاديثه لم يقم أحد بتأليفها؟
وأن القران كلام الله، وأنه صالح لكل زمان ومكان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما كيفية إثبات وجود الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا أمر معلوم بالتواتر، وإنكاره مكابرة للحس، فهو كما لو أنكر شخص وجود أمريكا مثلا لكونه لم يسافر إليها.
وأما أدلة صدقه وبراهين نبوته صلى الله عليه وسلم، فهي أوضح من الشمس، وأوضحها هذا القرآن العزيز الذي بعثه الله به متحديا العرب الفصحاء، فعجزوا عن بكرة أبيهم عن معارضته. وقد اشتمل القرآن على كثير من وجوه الإعجاز التي يقطع معها الناظر فيه بصحته، وأنه كلام الله تعالى. وانظر لبيان بعض ذلك، الفتوى: 173259.
وأما كتب الحديث الشريف فقد وضع المحدثون شروطا متينة، وقواعد محكمة لقبول الحديث وصحة نسبته إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم. وقد شهد المستشرقون أنفسهم بأن هذه القواعد لم يوضع نظير لها في ضبط صحة الأخبار في أمة من الأمم، فميز علماؤنا بتلك القواعد بين الصحيح والضعيف، والمقبول والمردود. وأدنى اطلاع على كتاب من كتب مصطلح الحديث، تعرفك وتعرف صاحبك طرفا من تلك القواعد التي يقطع الناظر فيها بصحة ما قال أئمة هذا الشأن بصحته.
والله يهدي صاحبك لدينه الحق، ويأخذ بيده وناصيته إلى الخير.
والله أعلم.