عنوان الفتوى : كيفية صفات الله من الغيب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندي سؤال اعتقادي. هل يعلَم أهل السنة الكيفيةَ لبعض صفات الله؟
في الصلاةِ اللهُ -عز وجل- أمام المصلي، وأيضا فوقه، كما لو يناجي الرجل الشمسَ أو القمرَ لكانا فوقه. فهل هذا إثبات علم الكيفية؟
جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكيفية صفات الله تعالى من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، وأهل السنة إنما يثبتون الصفات الواردة في الكتاب والسنة لفظا ومعنى، وأما الكيفية فينفون العلم بها، ويفوضونه إلى الله سبحانه.

قال قوام السنة في «الحجة في بيان المحجة»: المخلوق لا ‌يعلم ‌كيفية ‌صفات الخالق؛ لأنه غيب ولا ‌يعلم ‌الغيب إلا الله، ولأن الخالق إذا لم يشبه ذاته ذات المخلوق لم يشبه صفاته صفات المخلوق، فثبت أن الاستواء معلوم، ‌والعلم بكيفيته معدوم، ‌فعلمه موكول إلى الله تعالى، كما قال: {وما ‌يعلم تأويله إلا الله} وكذلك القول فيما يضارع هذه الصفات، كقوله تعالى: {لما خلقت بيدي} وقوله: {بل يداه مبسوطتان} وقوله: {ويبقى وجه ربك} ... اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة التدمرية: الأئمة ينفون ‌علم العباد ‌بكيفية ‌صفات الله، وأنه لا ‌يعلم كيف الله إلا الله، فلا ‌يعلم ما هو إلا هو، وقد قال النبي: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك". اهـ.

وما ورد في السنة من تشبيه رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، برؤيتهم للشمس والقمر ليس دونهما سحاب، فليس من باب تكييف صفات الله تعالى! فإن التشبيه الواقع فيه ليس للمرئي، وإنما لرؤية الرائي نفسه.

قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية عن حديث: فإنكم ترون ربكم كما ترون الشمس صحوًا، وكما ترون القمر صحوًا. قال: شبه رؤيته برؤية الشمس والقمر، وليس ذلك تشبيها للمرئي بالمرئي. واهـ.

وقال في منهاج السنة النبوية: شبه الرؤية بالرؤية، وإن لم يكن المرئي مثل المرئي. اهـ.

وراجع للفائدة الفتاوى: 261361، 190949، 139959.

والله أعلم.