عنوان الفتوى : حكم من يجد الصديد بعد الصلاة
السؤال
أنا شاب مصاب بالناسور الشرجي، مما يؤدي إلى نزول صديد أحيانا، فقد أجده بعد الصلاة، رغم أني تطهرت قبلها، وتوضأت. فهل يجب عليَّ إعادة الصلاة -خاصة يوم الجمعة؛ حيث يستدعي الأمر الجلوس لسماع الخطبة، وأثناء انتظار الإقامة، وصلاة التراويح، وقد لا يتوافر مكان للوضوء بسبب انتشار كورونا-؟
وكذلك ما حكم وجود سماع تحرُّك الغازات داخل البطن، وأسفل الشرج -إلا أنني متأكد من عدم خروج غازات، ورغم اتخاذي كل الاحتياطات، وأتوضأ قبل الصلاة مباشرة-؟
وقد عرضت الأمر على الطبيب، وقد أكد لي أنه لا حرج؛ لأنه أمر طبيعي، وأنها غازات داخل الأمعاء، لا تخرج، ولكني أريد الرأي الشرعي، خاصة إذا جاء ذلك أثناء الصلاة. فهل أنصرف من صلاة الجماعة؟ أم أعيد الصلاة؟ أم أصلي بالمنزل؟
وجزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجمع لك بين الأجر والعافية، وأن يشفيك شفاء لا يغادر سقما.
وبخصوص ما سألت عنه: فما وجدته من ذلك الصديد بعد السلام من الصلاة، واحتمل أن يكون خروجه بعدها، فإنه لا أثر له على الصلاة، فالصلاة صحيحة، ولا يلزمك شيء؛ لأن الحدث يضاف إلى أقرب زمن يحتمل حصوله فيه، كما قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. اهـ
وإن علمت أنه خرج في الصلاة، فإن الصلاة لا تصح، ويلزمك إعادة الوضوء والصلاة، إلا إذا كان خروج ذلك الصديد بلغ حد السلس، فإن صلاتك صحيحة، ولا يلزمك إعادتها.
وقد بينا ضابط السلس في عدة فتاوى سابقة؛ كالفتويين التاليتين: 136434، 227863.
وسماع صوت غازات في البطن -مع العلم بعدم خروجها- هذا لا يترتب عليه شيء، ولا يبطل به الوضوء، وانظر الفتوى: 339073.
والله أعلم.