عنوان الفتوى : هل صح حديث ( أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ )؟
ما صحة حديث: (أكثروا علي من الصلاة في الليلة الغراء، واليوم الأزهر)؟
الحمد لله.
هذا الحديث بهذه الصيغة لا يصح.
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1 / 83)، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ ).
قال الهيثمي رحمه الله تعالى: " رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد المنعم بن بشير الأنصاري: وهو ضعيف " انتهى من "مجمع الزوائد" (2/169).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: " ضعيف.
رواه الطبراني في " الأوسط " عن عبد المنعم بن بشير الأنصاري: حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة مرفوعا...
عبد المنعم بن بشير الأنصاري متهم، بل وضاع، قال الذهبي: " جرحه ابن معين واتهمه، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا ".
وقال الحاكم: " يروي عن مالك وعبد الله بن عمر الموضوعات ".
وقال الخليلي في " الإرشاد ": " هو وضاع على الأئمة ".
ومنه يتبين تساهل الهيثمي في اقتصاره على قوله فيه (2/169) : " وهو ضعيف ". " انتهى. "السلسلة الضعيفة" (5/ 279 - 280).
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (4 / 434)، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، ح. وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو وَهُوَ ابْنُ شِمْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَى نَبِيِّكُمْ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ، وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ ).
ثم قال: "هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ " انتهى.
وفي إسناده عمرو بن شمر وهو متهم.
قال الذهبي رحمه الله تعالى: " عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي، أبو عبد الله.
عن جعفر بن محمد، وجابر الجعفي، والأعمش.
روى عباس عن يحيى: ليس بشيء.
وقال الجوزجاني: زائغ كذاب.
وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات.
وقال البخاري: منكر الحديث " انتهى من "ميزان الإعتدال" (3 / 268).
لكن ورد فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في أحاديث أخرى، كما في حديث أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ.
قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ - يَقُولُونَ: بَلِيتَ -؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ ).
رواه أبو داود (1047)، والنسائي (1374)، وابن ماجه (1085)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4 / 214)، وقال: " إسناده صحيح على شرط مسلم... وصححه ابن حبان أيضا والنووي " انتهى.
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |