عنوان الفتوى : الدليل على منع قراءة الروايات التي فيها أمور كفرية
السؤال
ذكرتم حرمة قراءة الروايات التي فيها أمور كفرية، فأرجو أن تفيدوني بالدليل على ذلك، خاصة إذا كان القارئ ينكر ذلك، وإنما يقرؤها للاطلاع عليها، أو نحو ذلك، وتلك الأمور تابعة، وليست مقصدًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الحجة في المنع من قراءة الروايات المشتملة على أمور كفرية، هي ما يخشى من ضررها، وإفسادها لعقيدة قارئها، لكن إن كانت القراءة لمصلحة راجحة؛ كالردّ عليها، وبيان باطلها، وكان قارئها محصنًا بالدِّين المتين، والعلم الكافي؛ فلا حرج في القراءة حينئذ، جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني: (ولا يجوز نظر في كتب أهل الكتاب نصًّا)؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- «غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة، وقال: أفي شك أنت -يا ابن الخطاب-»...؟ الحديث. (ولا) النظر في (كتب أهل بدع، و) لا النظر في (كتب مشتملة على حق وباطل، ولا روايتها)؛ لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد.
(ويتجه جواز نظر) في كتب أهل البدع: لمن كان متضلعًا من الكتاب والسنة، مع شدة تثبت، وصلابة دِين، وجودة فطنة، وقوة ذكاء، واقتدار على استخراج الأدلة (لرد عليهم) وكشف أسرارهم، وهتك أستارهم؛ لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة؛ فتختلّ عقائدهم الجامدة. وقد فعله أئمة من خيار المسلمين، وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جوابًا. وكذلك نظروا في التوراة، واستخرجوا منها ذكر نبينا من محلات، وهو متجه. اهـ.
وانظر الفتويين: 340438، 137065.
والله أعلم.