عنوان الفتوى : علاقة النجوم بما يحدث في الكون
السؤال
أسأل عن النجوم، وهل لها علاقة بما يحدث في الكون؟ وما فائدتها؟ وما تأثير الثريا على الوباء، كما ورد في الحديث الضعيف: "إذا ظهر الثريا، ذهب الوباء"؟ وما تأثير الثريا والكواكب والنجوم على الكون؟ وماذا نعتقد للسلامة من الشرك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بين الله عزّ وجلّ بعض الحكم التي من أجلها خلق النجوم، فمن هذه الحكم: تزيين السماء، ورجم الشياطين، وهداية الناس لطرقهم في البر والبحر، فقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {الأنعام:97}، وقال تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ {الملك:5}، وقد سبق أن بينا ذلك في الفتوى: 134029. وما في تلك الفتوى يغني عن الإعادة هنا. وللمزيد، راجع الفتوى: 55006.
ولا يوجد حديث بهذا اللفظ: "إذا طلع الثريا ذهب الوباء".
ولعلك تقصد ما ورد في النهي عن بيع الثمار حتى تنضج، وتأمن العاهة، وأن وقت ذلك هو وقت طلوع الثريا، ففي حديث عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ. قُلْتُ: وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: حَتَّى تَطْلُعَ الثُّرَيَّا. رواه أحمد، وغيره، وهذا كما يقول لك القائل مثلًا: لا تبع سيارتك؛ حتى يرتفع سعرها في السوق، فتقول متى يرتفع؟ فيجيبك: إذا دخل وقت الشتاء، وتكون عادة الناس في هذا الوقت الإقبال على شراء السيارات أكثر من غيره من فصول السنة، ففي مثل هذا المثال دخول الشتاء، ليس هو الذي يزيد الأسعار، وإنما هو وقت لزيادتها.
وقد بينا سابقًا أن الثريا يطلع في أول فصل الصيف، وجرت سنة الله تعالى أن تنضج الثمار في ذلك الوقت، وتزول ما بها من عاهةٍ، فنضوجها وزوال ما بها من العاهة ليس بسبب طلوع الثريا، وإنما هو مصاحب لطلوعه، وفرقٌ بين الأمرين، وانظر الفتوى: 72163.
والسلامة من الشرك في هذا الجانب أن تعتقد أن الله تعالى هو مدبِّر الكون بما فيه من أفلاك ونجوم، لا مدبر له سواه، وأن النجوم لا تفعل شيئًا بذاتها، وإنما هي مسخَّرة مربوبة، وقد جعلها الله تعالى علامات، جعل وقت ظهور بعضها مصاحبًا لما جرت به سنته في بعض خلقه، ومن جملة الأسباب التي ربطها الله بمسبباتها.
وانظر ختامًا الفتوى: 208342.
والله أعلم.