عنوان الفتوى : مدى وجوب قراءة الأحاديث ودراستها
السؤال
ما حكم من لا يقرأ الأحاديث النبوية، ولا يهتم بدراستها؟
وكيف يكون الإنسان مؤمنا بما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تقصد بقراءة الأحاديث النبوية ودراستها؛ تعلم العلم الشرعي، فإن المسلم مكلف شرعا بتعلم أمور الشرع الواجبة عليه، والعمل بها، ثم يستحب له الدعوة إليها حسب قدرته، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: طلب العلم فريضة على كل مسلم.
وأما ما زاد عن العلم الواجب، فهو فرض كفاية على المسلمين كلهم، إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
وهذه المسائل من جهاد النفس الواجب شرعا، فلهذا فإن على طالب العلم أن يبذل ما استطاع من الطاقة في تعلم ما يهمه من أمور الشرع، وأن يكثر من مطالعة كتب السنة والحديث، وكتب العلم الشرعي حسب طاقته، واستيعابه، وفهمه؛ وإلا فارجع إلى أهل العلم، واسألهم عن أمور دينك.
وأما إن قصدت بقراءة الأحاديث النبوية ودراستها؛ الاقتصار على علم الحديث، أو التخصص فيه؛ فليس ذلك بواجب على كل فرد، فلكل دارس للشريعة مجال في التخصص أو أكثر.
فهناك من يقتصر على دراسة الفقه من كتب الفقهاء، وهناك من يدرس اللغة، وهناك من يتخصص في التفسير، .... وغيرها من العلوم الشرعية.
وهذا في حق من قصد طلب العلم الشرعي، أما العامي فلا يلزمه التفرغ للعلم، وإنما طريقه سؤال أهل العلم والذكر كما أرشده الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}.
وأما عن كيفية الإيمان بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فسبيله التصديق بكل ما أخبر به مما صح عنه من أمور الدين والدنيا والآخرة، مما سبق أم مما سيأتي، وكذلك طاعته في كل ما شرع وبيَّن أنه من عند الله، حسب درجة الأمر من الوجوب أو الاستحباب، وكذلك الانتهاء عما نهى عنه من المحرمات، والكف عن المكروهات غاية ما استطاع المرء، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به، فأتوا منه ما استطعتم.
وسبيل ذلك كله التعلم والتفقه في الدين، بقراءة وتدبر الكتاب والسنة والأحاديث للقادر عليها، أو بسؤال أهل العلم والذكر عنها.
والله أعلم.