عنوان الفتوى : جواز ذكر الحديث المركب من روايتين صحيحتين
(من تتبع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورته حتى يفضحه في عقر بيته) و(من ستر على مسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة)
هل يجوز قول الحديث بهذا اللفظ.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك أن تذكر الحديث باللفظ المذكور فهو صحيح المضمون، ومركب من روايتين صحيحتين: الأولى: عَن ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمِنْبَرَ, فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ. رواه أبوداود والترمذي وأحمد والبيهقي في شعب الإيمان، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني.
والرواية الثانية: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية أخرى عند الإمام أحمد في مسنده بلفظ: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ نَجَّى مَكْرُوبًا فَكَّ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ.
وكلها روايات صحيحة. فأيُّ رواية اخترتها من هذه الروايات فلا حرج.
والله أعلم.