عنوان الفتوى : تحقيق رضا الله تعالى في تعليم العلوم الشرعية واللغة الإنجليزية
السؤال
هل عملي مدرسًا للغة الإنجليزية غير متناسب معي كشيخ يعلم الناس القرآن والعلوم الشرعية؟ وكيف أحقق رضا ربنا في عملي، وأن يكون طاعة لله؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن تعلم القرآن والعلوم الشرعية وتعليمهما هو خير ما يسعى له المسلم، وأفضل ما يشغل به وقته، ويبذل فيه جهده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن، وعلمه. رواه البخاري عن عثمان -رضي الله عنه-؛ وذلك لتعلق هداية الناس إلى الحق في الدنيا، وسعادتهم بدخول الجنة والنجاة من النار في الآخرة، بهذا العلم.
والمدح الوارد في نصوص الوحي للعلم، يتناول العلوم الشرعية أصالة، ثم تأتي بعد ذلك بقية العلوم النافعة التي بها قوام حياة الناس، وانتظام معايشهم. وأجر صاحب كل علم بحسب إخلاصه، وإرادته بعلمه وجه الله تعالى، ونفع الناس.
وتعلم اللغة الإنجليزية في هذا العصر مما يحتاجه المسلمون، وينتفعون به؛ لأنها لغة العلم الحديث، ويتحدث بها شعوب كثيرة؛ وذلك ما يجعلها أداة مفيدة لدعوة الناس، وتبليغهم شرع الله تعالى.
وأما كيف ترضي الله في عملك، وكيف تجعله طاعة لله؛ فبما أن المهمة العامة للتعليم هي التربية، والتهذيب، ونشر المعارف؛ فينبغي استخدام كل التخصصات في هذا المجال، فعلى مدرس الإنجليزية أن يجعل أمثلته كلها أمثلة شرعية، أو حكمًا مفيدة تساهم في تهذيب أخلاق الطلاب، وتحرضهم على الالتزام بالشرع، وعليه أن يحتسب الأجر في توظيف تخصصه فيما يفيد. وانظر الفتوى: 76558.
والله أعلم.