عنوان الفتوى : حاجة الإنسان للتعليم ومصيره .
هل الإنسان محتاج إلى تعليم وتهذيب ليتبين له الطريق الصحيح أم أنه يعلم كل الأشياء وما هو مصيره عند الله عز وجل ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الإنسان محتاج إلى من يوجهه ويرشده ، ولذلك أنزل الله الكتب ، وأرسل الرسل.
والدعاة والمصلحون يقومون بمهمة الرسل أيضاً في التوجيه والإرشاد ، والإنسان يولد وهو لا يعلم شيئاً كما قال تعالى: ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ). [ النجم : 32].
والواجب على المسلم أن يتعلم العلم النافع حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم ". رواه الطبراني ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني .
وهذا العلم النافع متوفر لدى العلماء المتصفين بالصدق والإخلاص ، وعلى المسلم أن يبحث عن هؤلاء ، فإن وجدهم فليحرص على مجالستهم ، والتخلق بأخلاقهم قبل الأخذ عنهم ، وعلى المسلم أيضاً مصاحبة الصالحين الذين يحضونه على الخير ، ويبعدوه عن الشر .
وأما قولك : أم أن الإنسان يعلم كل الأشياء ؟ : فالحق أنه لا يعلم كل الأشياء ، بل يحتاج إلى من يعينه ويرشده في الأمور التي تخفى عليه .
وأما مصير الإنسان عند الله فهو بحسب توفيق الله له ، ومن مات مؤمناً وقد عمل عمل خير قاصداً به وجه الله ، فهو ملاقيه ومجزي به ، كما أن من عمل شراً ولم يتب منه ولم يتجاوز الله عنه ، فسيلاقيه هو الآخر: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ). [ الزلزلة : 7-8].
والمؤمن الطائع له الجنة ، كما قال تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً * خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً ). [ الكهف : 107-108].
ومرتكب الكبائر من المسلمين إن مات وهو مصر عليها غير مستحل لها فأمره إلى مشيئة الله ، إن شاء الله عاقبه ، وإن شاء عفا عنه يوم القيامة .
أما المشركون ، فإن الجنة محرمة عليهم فليس لهم إلا النار، كما حكم بذلك رب العالمين حيث يقول : (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار). [ المائدة : 72].
فليحرص المسلم على طاعة الله لينال مرضاته وجناته .
والله أعلم .