عنوان الفتوى : تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم...)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.... ما هو تفسير الآية: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المومنين أعزة على الكافرين) [المائدة: 54] إلى آخر الآية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالآية بتمامها هي
(يا أيها الذين آمنوا من يرتّدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) [المائدة : 54]. يخبر الله تعالى عن عظيم قدرته أنه من تولىّ عن نصرة دينه وإقامة شريعته فإنّه تعالى يستبدل به من هو خير منه، وأشدّ منعة، وأقوم سبيلاً، والآيات بهذا المعنى كثيرة مثل قوله عز وجل: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) [محمد: 38]، وغيرها. واختلف المفسرون فيمن نزلت هذه الآيات: فعن أبي بكر بن عباس، أنهم أهل القادسية. وروى ابن أبي حاتم بسنده عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه قال لما نزل قوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا"، وقوله: (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) قال ابن كثير. هذه صفات المؤمنين الكُمَّلِ أن يكون أحدهم متواضعاً لأخيه ووليه، متعززاً على خصمه وعدوه. والله أعلم.