عنوان الفتوى : وضع يده في صندوق فاكهة متخمرة!

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

رأيت صينية من الكمثرى، لكن إحداها كانت بنيّة جدّا، وفاسدة، فتحت الحاوية، وسحبتها، شممتُ أصابعي، وأستطيع أن أشمّ رائحة الخلّ، واصلت كالعادة لمس جميع ملابسي، وممتلكاتي، والمعدات، لقد بحثت عبر الإنترنت، وكان الجميع يقولون: إنّ ذلك يرجع إلى أنها بدأت في التخمّر، وأصبحت كحولا، ومن الشائع أن تفوح رائحة الكحول من الفواكه المتعفنة، أحضرت الكمثرى الأخرى وشممتها، وحتى رائحتها مثل البول، أو العرق، والتي أفترض أنها رائحة الكحول، إلا أنها كانت لزجة؛ لأنني أعتقد أنّ عصير الحبّة الفاسدة تسرّب إلى الآخرين، عندما كنت أمسح العصير الموجود على الحاوية، كانت تفوح منه رائحة الخل مجدّدا، من المحتمل جدا أن يكون الكحول، لكنني لم أدرك ذلك في ذلك الوقت، فقط واصلت ولمست كل شيء، لا أعرف المحتوى الكحولي، لكن أرى الناس على الإنترنت يقولون: إنّ بعض الحيوانات أصبحت في حالة سُكرٍ فقط من تناول العديد من التفاح الفاسد، الآن أنا في خوف كبير من هذا، لقد نشرته للتو في كل مكان، لقد شممت رائحة هذا من قبل على أشياء فاسدة، ولم أفكر في أيّ شيء من ذلك. فهل هو نجس؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله.

أولا:

الذي يظهر أن الفاكهة قد تخمرت، وأن ما شممته هو رائحة الكحول.

ثانيا:

جمهور الفقهاء على أن الخمر نجسة، وأن الكحول –وهو أصل الخمر- نجس.

وذهب بعض أهل العلم إلى طهارة الخمر، منهم ربيعة والليث بن سعد والمزني، وينظر: "تفسير القرطبي" (6/288).

وممن قال بطهارة الخمر: الشوكاني والصنعاني، وصديق حسن خان.

وذهب جماعة من المعاصرين إلى أن الكحول لا يأخذ حكم الخمر منهم السيد رشيد رضا، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ ابن عثيمين، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية.

وذلك أن الكحول لا يُسكر بمجرده، بل إذا شُرِبَ صِرفًا فإما أن يقع شاربُه في سبات، وإما أن يذهب عقله، ولا يُسكر إلا إذا مُزِجَ بثلاثة أمثاله ماءً، ثم استُقطِر، فيصير عندها خمرًا، ولا يلزم من نجاسةِ مُركَّبٍ، نجاسةُ مفرداته، وإنما يحرم شرب الكحول الصرف للضرر، لا للإسكار، ولا للنجاسة التي هي فرع على كونه مسكرا.

وينظر: جواب السؤال رقم:(323921) .

والحاصل: أنه كان ينبغي أن تغسل يديك من هذه الفاكهة المتخمرة.

وحيث لم تفعل، وقد مضى زمن، فلا حرج عليك، ولا يلزمك شيء تجاه الملابس ونحوها مما لمسته، على فرض أنك لم تغسلها.

والله أعلم.