عنوان الفتوى : هل تعرض أعمال الأمة على النبي في الدنيا والآخرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فسؤالي هو باختصار: من المعروف أن أعمال ابن آدم تصعد إلى الله كل يوم خميس.. ولكن سؤالي: هل الرسول يعرف عن أعمال ابن آدم في الدنيا والآخرة.. من هم الذين يرون الأعمال؟ وهناك آية بمعناها (اعملوا فسيرى الله عملكم والرسول وصالح المؤمنين، أرجو أيضاح الأمر لي؟ وشكرا لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالحديث الذي أشرت إليه في سؤالك هو من مروي الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. ولا علاقة بين هذا الحديث وبين ما إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف شيئاً عن أعمال بني آدم. وأما عن عرض الأعمال عليه صلى الله عليه وسلم في الدنيا، فقد ثبت أن ذلك وقع في حياته، روى مسلم وأحمد وابن ماجه من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن. وأما عرض الأعمال عليه بعد موته، فلم نجد من الأدلة ما يثبته، وقد قال الله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]. فالأحوط -إذاً- الاقتصار على ما أثبته الدليل والتوقف عما لم يثبت، ثم إن الآية التي جئت بها نصها كالآتي: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة:105]. ومعناها كما ورد في تفسير ابن كثير وغيره أن: هذا وعيد من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى المؤمنين، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة. والله أعلم.