عنوان الفتوى : سبب عدم إرسال الله رسولا واحد لكل البشر
السؤال
أستغفر الله على هذا السؤال، ولكن ليزداد إيماني أريد معرفة الحكمة من كمالية وشمولية القرآن بعد كثير من الكتب السماوية.
كثيرا ما أسمع هذه العبارة، وكأن الكتب السماوية السابقة كانت ناقصة حتى قبل تحريفها، لم لم يخلق الله رسالة وكتابا واحدا منذ العهد الأول للبشر، ويكون صالحا لخصائص كل زمان ومكان؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن من خصائص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم شموليتها وعمومها لكل الناس، إلى قيام الساعة، كما بيناه في الفتوى: 335740.
كما بينا في الفتوى: 295546 الحكمة في كون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم آخر الرسالات السماوية، وذكرنا فيها أن من الحكم في ذلك أن كل رسول من الرسل السابقين يختص بتقويم الانحراف الحادث في عصره وموطنه.
وأن الأمم على عهد الرسل الأولين تعيش في عزلة لا تقارب بينها، ولا اتصال إلا على الوسائل البدائية، وقد علم الله تعالى أن الأمر سيتغير بعد رسالة محمد عليه السلام، وأن التواصل بين الأمم سيختلف عن العزلة التي كانت في السابق: فأصبحت المسافات مطوية، والاتصال الأممي واقع ـ لا سيما في العهود المتأخرة ـ مما جعل حمل الرسالة إلى جميع من في الأرض متاحا، فاقتضت حكمة الله تعالى ختم الرسالات برسالة واحدة شاملة عامة.
والله أعلم.