عنوان الفتوى : السيئة ليست عذرا في الامتناع عن فعل الطاعات
ما حكم استماع الغناء وما عقوبة مستمعه؟ وأعرف أناسا عندما أقول لهم لماذا ما تقرأون القرآن يقولون إذا تقرأ القرآن وتسمع الأغاني فإن الآيات تلعنك وتبدل حسنات الآيات التي قرأتها إلى سيئات؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فأما حكم الأغاني والاستماع إليها، فقد تقدم في الفتوى رقم: 15404. هذا، واستماع الأغاني المحرمة وإن كان سيئة، إلا أنه لا يصلح أن يكون عذرا لصاحبه في الامتناع عن فعل الطاعات، فإن الله تعالى يقول: إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ هود: 114]. ويقول صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه الترمذي وغيره. بل إن صاحب المعاصي أحوج الناس إلى فعل الطاعات والإكثار منها علّ الله عز وجل يغفر له ويتجاوز عنه بذلك، يقول الغزالي رحمه الله في الإحياء: بيان ما ينبغي أن يبادر إليه التائب إن جرى عليه ذنب إما عن قصد وشهوة غالبة أو عن إلمام. اعلم أن الواجب عليه التوبة والندم والاشتغال بالتفكر بحسنة تضاده كما ذكرنا طريقه فإن لم تساعده النفس على العزم على الترك لغلبة الشهوة فقد عجز عن أحد الواجبين فلا ينبغي أن يترك الواجب الثاني، وهو أن يدرأ بالحسنة السيئة ليمحوها فيكون ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا. فالمقصود أن امتناع هؤلاء عن قراءة القرآن بحجة استماعهم للأغاني حجة باطلة، بل الواجب عليهم ترك استماع ما حرم الله وفعل ما أمر الله تعالى به، وليس صحيحا أن حسناتهم تبدل سيئات، فإنه لا يحبط عمل المؤمن إلا الشرك. والله أعلم.