عنوان الفتوى : جواز مخاطبة الميت بصيغة مخاطبة الحي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

هل يجوز ذكر الموتى، أو الأحياء الغائبين عنا، بصيغة المخاطب مثل: السلام عليك يا رسول الله، رحمك الله يا والدي، شفاك الله يا خالد.
وما هي صيغة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند زيارة قبره الشريف، للسلام عليه وعلى صاحبيه.
أرجو ذكر الإجابة باستفاضة وتفصيل، ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:               

فلا حرج في مخاطبة الميت بضمير مخاطبة الحي، كأن يقال: "يرحمك الله" أو "غفر الله لك" ونحوها؛ فقد ورد مثل هذا في بعض الأحاديث، وكان السلف من الصحابة والتابعين يستعملون مثل هذا الخطاب.

فعند الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرًا لَيْلًا، وَأُسْرِجَ لَهُ فِيهِ سِرَاج، فَأَخَذَهُ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا وَقَالَ: «رَحِمَكَ اللهُ إِنْ كُنْتَ لَأَوَّاهًا، تلَّاءً لِلْقُرْآنِ» رواه الترمذي.
ومما روي عن السلف في ذلك ما رواه الإمام مالك وأحمد عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا دخل المسجد يقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت.
وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد أن عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ دَفَنَ ابْنَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ جعل قَبْرهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَاسْتَوَى قَائِمًا وَأَحَاطَ بِهِ النَّاسُ فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا بُنَيَّ، فَقَدْ كُنْتَ بَرًّا بِأَبِيكَ.

ولما دُفِنَ أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- دخل قبره معاذ بن جبل وعمرو بن العاص والضحاك بن قيس، فلما سفوا عليه التراب، قال معاذ: رحمك الله أبا عبيدة، كنت والله ما علمت من الذاكرين الله كثيرا، ومن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، ومن الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. اهـ.

وانظر المزيد حول هذا في الفتوى: 195249.
وكذا لا حرج في مخاطبة الحي الغائب بضمير المخاطب الحاضر، فقد كان العرب يستعملون ذلك لا سيما في أشعارهم، ومن ذلك ما قالته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل حين قتل ابنُ جرموز زوجها الزبير رضي الله عنه:

غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ

 يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ لَا طَائِشًا رَعِشَ الْجَنَانِ وَلَا الْيَدِ

شَلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ الْمُتَعَمِّدِ

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ فِيمَنْ مَضَى فِيمَا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي؟

كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
مذاهب العلماء في إكمال البسملة أو الاقتصار على بسم الله عند الأكل وغيره من الأفعال
تكرار الدعاء في السجود بنفس العدد في كل صلاة
حكم صلاة من دعا بشيء ممتنع شرعًا أو عادة أو عقلًا
الرد بـ(آمين) على قول القائل: بالتوفيق.
كيفية الدعاء لميت غير مسلم أشيع عنه أنه أسلم قبل موته
كراهة رفع الصوت بالدعاء بعد الصلاة ومشروعيته في القنوت
الدعاء بالربح في مسابقة للقِمار من الاعتداء في الدعاء
الدعاء على الطبيب لعدم الانتفاع بالدواء
لا يشترط الستر لقراءة الأذكار
تأخير إزالة القذر عن الجرائد
دعاء الرجل بأن تحبّه المرأةُ التي يحبها
التسمية في الحمّام عند فصل مكان الوضوء عن مكان قضاء الحاجة بستارة
سؤال الله ما هو محال عادة من الاعتداء في الدعاء
دعاء من صلى بغير حضور قلب أن يقبل الله صلواته ويضاعف له أجرها
الدعاء على الطبيب لعدم الانتفاع بالدواء
لا يشترط الستر لقراءة الأذكار
تأخير إزالة القذر عن الجرائد
دعاء الرجل بأن تحبّه المرأةُ التي يحبها
التسمية في الحمّام عند فصل مكان الوضوء عن مكان قضاء الحاجة بستارة
سؤال الله ما هو محال عادة من الاعتداء في الدعاء
دعاء من صلى بغير حضور قلب أن يقبل الله صلواته ويضاعف له أجرها