عنوان الفتوى : الدعاء بـ: (اللهم اجعلني أكثر الناظرين إلى وجهك وإليك، وأكثر المتلذيين بذلك)
ما حكم هذا الدعاء: (اللهم اجعلني أكثر الناظرين إلى وجهك الكريم، وإليك، وأكثر المتلذذين والمتنعمين بذلك، واجعلنا أكثر من تكلمهم في الآخرة، وأكثر من تضحك إليهم في الدنيا والآخرة، وارزقنا مصاحبة ومجاورة النبي في أعلى عليين في الجنة، واجعلنا ممن هم على منابر من نور يغبطهم الأنبياء، واجعلنا من الصديقين، وبشرنا بكل هذه الأشياء في الدنيا، واجعل لنا دليلًا على صدق بشرانا)؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن هذا الدعاء -وخصوصًا: اللهم اجعلني أكثر الناظرين إلى وجهك الكريم، وإليك، وأكثر المتلذذين والمتنعمين بذلك، واجعلنا أكثر من تكلمهم في الآخرة، وأكثر من تضحك إليهم في الدنيا والآخرة)- يتضمن سؤال الله عز وجل منزلة وفضيلة تزيد على مقام الأنبياء؛ وبهذا يكون فيه اعتداء ظاهر، والله عز وجل يقول: إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}، وتراجع الفتوى: 101183.
وفي الأدعية القرآنية، والمأثورة في السنة النبوية، غنية عن التكلف بمثل هذه الأدعية المتكلفة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ـ: يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك. رواه أبو داود, وغيره. وصححه الألباني.
والله أعلم.