عنوان الفتوى : مرور الناس على الصراط على قدر أعمالهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل القول "لا ينجيك من الصراط إلا أعمالك" يعد من شرك الألفاظ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن هذا القول لا يعد من شرك الألفاظ، وقد جاء في السنة ما يدل على أن مرور الناس على الصراط سيكون على قدر أعمالهم، فقد روى الحاكم في المستدرك: ثم يؤمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس كقدر أعمالهم زمراً كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك حتى يمر الرجل سعياً، ثم مشياً، ثم يكون آخرهم رجلا يتلبط على بطنه، قال فيقول: أي رب لماذا أبطأت بي؟ فيقول: لم أبطئ بك إنما أبطأ بك عملك. ، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذاهبي. وليعلم أن العمل سبب للنجاة وليس منجياً بنفسه، بل إنما تنال النجاة برحمة الله وتوفيقه للأعمال وقبولها، كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لن ينجي أحداً منكم عمله، قال رجل: ولا إياك يا رسول الله، قال: ولا إياي إلا أن يتغمدني الله برحمته. رواه مسلم. قال النووي رحمه الله: وفي ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته، وأما قول الله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، وقوله وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة، فلا يعارض هذه الأحاديث، بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، ثم التوفيق للأعمال، والهداية للإخلاص فيها، وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل، وهو مراد الحديث ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها وهي من الرحمة. والله أعلم. انتهى. والله أعلم.