عنوان الفتوى : خلع الزوج بسبب إدمانه على الكذب
أنا فتاة عمري 23 سنة، عقد قراني، ولم يبق سوى الفرح، لكني أريد الخلع لأسباب؛ أولها: الكذب، فهو يكذب في كل شيء، ويعدني ولا يوفي بعهده أبدا. ثلاث سنوات خطبة، وهو يقول إنه يملك شقة، واشتريت الأثاث على أطوال هذه الشقة الوهمية، وفي الأخير كل شيء كذب.
دائما يكذب عليّ حتى مهري لم يعطني إياه بسبب الظروف، وتنازلت، وقلت له إنه يبقى دينا عليك بعد الزواج حين يرزقك الله، لكن دائما يكذب، والصراحة لم أعد أثق فيه، أو أصدقه أو أحبه، بل أنا أمقته، صليت صلاة الاستخارة، واتخذت قراري. أريد الخلع، أو التطليق، لا أستطيع أن أعيش في البكاء والحزن.
لكن الآن أمي لا تريد أن أطلق، واتهمتني بالحمق والجنون، ووصل أن دعت عليَّ بجهنم، وقالت لي: يا بنت الكلب. مع أن أبي ميت. والله قهرتني جدا، ولو كان أبي حيا لما تجرأ خطيبي على الكذب هكذا.
المهم أنها هددتني بأنها لن تتدخل في حياتي مجددا، وقالت إن الناس سوف تضحك عليّ. هل كلام الناس أولى من مستقبلي؟
أرجو من الله أن تعينوني، فلا أعلم ما العمل. والله أنا في حالة مزرية، ولم يبقى سوى تسعة عشر يوما على زفافي.
لا أريد أن أدمر حياتي. انصحوني، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيل عنك الغم، وأن يفرج كربك، وييسر أمرك. ونوصيك بكثرة الدعاء، وسؤال الله عز وجل العافية من كل بلاء؛ فإنه من يجيب دعوة المضطر، ويكشف السوء والبلاء، قال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وننصحك أيضا بالصبر، والحذر من الجزع، فخير ما يتسلى به المؤمن والمؤمنة عند البلاء هو الصبر، وانظري في فضائله الفتوى: 18103.
والكذب من أسوأ الخصال، وأقبح الفعال، ولا يطبع عليه المؤمن، بل هو من صفات أهل النفاق، وراجعي بعض النصوص الواردة بخصوصه في الفتوى: 26391.
ولكن ينبغي أن تتحري، وتسألي عنه من يعرفونه، فقد يكون ذلك منه زلة من الزلات، فإن كان عادة له، ومعروفا به فالأفضل لك فراقه.
قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
ولا يلزمك طاعة أمك فيما فيه ضرر عليك، وراجعي في حدود طاعة الوالدين الفتوى: 76303.
ولكن اعملي على مداراتها والاجتهاد في سبيل كسب رضاها وإقناعها بوساطة من لهم مكانة في قلبها.
وما كان من أمك من سبها لك ولأبيك، أمر منكر، وكذا دعاؤها عليك، فالواجب مناصحتها أن تتوب من ذلك توبة نصوحا.
والله أعلم.