عنوان الفتوى : أكل الأنبياء للطعام وما يعتريهم من لوازمه لا يقدح في مقامهم
من حكمة الله -تعالى- أن جعل الأنبياء بشرا، يأكلون ويشربون، ونزههم عن الأعراض القادحة في حقهم؛ كالبرص والجذام ليكونوا قدوة للبشرية، ومبينين للأحكام. ولكن هل يجوز في حقهم نظرا لبشريتهم خروج الأحداث؛ كالريح مثلا لغرض تبيين الحكم الشرعي في تلك المسائل. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأنبياء بشر في سائر ما يعتري البشر من الأعراض، فهم يأكلون الطعام، وتعتريهم لوازمه من الإخراج، ونحو ذلك، وليس ذلك قادحا فيهم، بل هذا من كمالهم، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ {الفرقان:20}، وقال تعالى: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ {المائدة:75}.
قال القرطبي: قال بعض المفسرين في قوله: كانا يأكلان الطعام إنه كناية عن الغائط والبول، وفي هذا دلالة على أنهما بشران. انتهى.
والأدلة من السنة على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقضي حاجته، وفي ضمن ذلك تعليم الصحابة آداب قضاء الحاجة وأحكامها كثيرة جدا.
والله أعلم.