عنوان الفتوى : هل فعل المعاصي في ليلة النصف من شعبان سبب لعدم المغفرة؟
هل لا يغفر الله لأحد في أيام الرحمة، كالنصف من شعبان؛ لأنه فعل معصيه في ذلك اليوم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان السائل يقصد ليلة النصف من شعبان, فقد ورد في فضلها بعض الأحاديث، التي حسنها بعض أهل العلم، ومن ذلك حديث: إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك، أو مشاحن. حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
والذي يظهر من هذا الحديث أن المغفرة تشمل جميع عصاة المسلمين؛ باستثناء من ذكر في الحديث، وليس منه من تلبس بالمعصية في ذلك اليوم، ففي مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (إلا لمشرك) أي: كافر بأي نوع من الكفر، فإن الله لا يغفر أن يشرك به، (أو) للتنويع، (مشاحن) أي: مباغض، ومعاد لمسلم من غير سبب ديني من الشحناء، وهي العداوة، والبغضاء. قال الأوزاعي: أراد به صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة. وقال الطيبي: لعل المراد ذم البغضة التي تقع بين المسلمين من قبل النفس الأمارة بالسوء، لا للدين، فلا يأمن أحدهم أذى صاحبه من يده، ولسانه؛ لأن ذلك يؤدي إلى القتل، وربما ينتهي إلى الكفر؛ إذ كثيرًا ما يحمل على استباحة دم العدو، وماله، ومن ثم قرن المشاحن في الرواية الأخرى بقاتل النفس. انتهى.
وراجع المزيد عن فضائل ليلة النصف من شعبان, وذلك في الفتوى: 6088.
والله أعلم.