عنوان الفتوى : حكم من شك أنه لم يغتسل غسلا صحيحا وصلى به صلوات كثيرة
أرجوكم ساعدوني، أنا في حيرة من أمري: أنا شاب عمري 20 سنة، بدأت الصلاة في 12 سنة، ثم علمت بضرورة غسل الجنابة. فكنت أغتسل، ولم أكن أعلم أنه يجب تعميم كل البدن بالماء. المشكلة المطروحة أني دائما أغتسل وأنا جالس على كرسي في الحمام؛ فأدركت أن منطقة الدبر لم يصلها ماء. أخاف أني لم أكن طاهرا كل هذه المدة، وأخاف من صلواتي وصيامي أن تكون ناقصة، مع العلم أني كنت أعتقد أن اغتسالي صحيح، فلهذا رغم أنه كانت شعارات على النت عن كيفية الاغتسال، إلا أني لم أكن أطلع عليها خوفا من الوساوس، مع العلم أني مصاب بجميع أنواع الوساوس. فعند علمي أصبحت أغتسل كل يوم وأقضي 40 دقيقة في الحمام، خوفا من عدم وصول الماء إلى كل الجسم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدع عنك الوساوس ولا تبال بها ولا تعرها اهتماما؛ فإنه لا علاج للوساوس أمثل من هذا، ويكفي في الغسل غلبة الظن بتعميم الماء للبدن، ولا يشترط اليقين.
وصلواتك السابقة صحيحة، ما لم تتيقن أن شيئا من جسمك لم يصله الماء؛ لأن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها.
وعلى تقدير جزمك بأنك لم تغتسل غسلا صحيحا، فلا تلزمك الإعادة؛ للجهل بالحكم عند بعض أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 125226.
ويسعك العمل بهذا القول ما دمت مصابا بالوسوسة، وانظر الفتوى رقم: 181305.
وعليك إذا اغتسلت أن تصب الماء على جميع بدنك حتى يحصل عندك الظن الغالب بتعميم البدن بالماء، ثم لا تطل المكث في الحمام زيادة على هذا، ولبيان كيفية التعامل مع الوساوس انظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.