عنوان الفتوى : جواز إنشاء موقع إسلامي للدعوة إلى الله والتكسب
كنت سأقوم في هذه الفترة بإنشاء موقع إسلامي أنشر فيه بعض المقالات الدينية للتوعية والمساعدة، ولكسب بعض المال كنت سأقوم بوضع إعلانات إشهارية غير خادشة للحياء (إعلانات عادية وتسويقية وحسب)، ولكن أحد رفاقي أخبرني أن هذا يعتبر تجارة بالدين، ولا يجوز فعله. فهل ما قاله صحيح؟ أم يجوز إنشاء هذا الموقع؟ شكرًا جزيلًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا نرى مانعا من وضع إعلانات تجارية في موقع إسلامي، ولا يعتبر ذلك متاجرة بالدين. وأخذ الأجر المادي من الإعلانات المباحة التي تنشر فيه لا يذهب النية الحسنة في ابتغاء الثواب من إنشاء ذلك الموقع.
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي مستدلًّا ومبينًا أن طلب الحظ الدنيوي لا يمنع ابتغاء الثواب الأخروي:
ومن الأدلة على صحة هذا القول: قول الحق تبارك وتعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}، فإنها نزلت -كما صح- في أقوام يريدون الحج والتجارة، فالحج عبادة والتجارة دنيا، فلم يقدح في إرادة الآخرة وجود حظّ الدنيا، كما دل على صحة هذا القول دليل السنة الصحيح، فإن المصطفى عليه الصلاة والسلام قال قبل القتال: من قتل قتيلًا فله سلبه. وهذا القول قاله لترغيب الناس في القتال، فأعطى على القتال الذي يراد به وجه الله حظًّا من الدنيا. قال بعض العلماء: في هذا دليل على أنه لا يقدح في الإخلاص وجود حظّ من الدنيا إذا لم يكن هو مقصود العبد. وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال الصغار؟ وإذا أفتيتم بالجواز فهل للمعلم ثواب عند الله بعد أخذه للأجرة الشهرية؟ فأجابوا: تعلم القرآن الكريم وتعليمه من أفضل القرب إلى الله جل وعلا، إذا صلحت النية، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم القرآن وتعليمه بقوله: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وأخذ معلمي القرآن الأجرة على تعليمه لا ينافي حصول الثواب والأجر من الله جل وعلا إذا خلصت النية. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه، وسلم. انتهى.
والله تعالى أعلم.