عنوان الفتوى : مدلولات الألفاظ الواردة بخصوص قص الشارب وإعفاء اللحية
الحمد لله وبعد شيخنا مسألتي في اللحية والشارب تكمن في معاني الروايات وهي كالتالي: عن الشارب قال الحبيب { قص، أخذ، تقصير، جزوا، احفوا، أنهكوا } ما معنى كل كلمة لغة واصطلاحا وكذلك عن اللحية { أرخوا، أوفوا، وفروا، اعفوا } وشكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن قص الشارب وجزه وتقصيره بمعنى واحد، وهو الأخذ منه. وأما الإحفاء والإنهاك، فمعناهما الحلق والاستئصال. ومن أجل اختلاف معنى الإحفاء والإنهاك مع معنى التقصير وما في معناه، اختلف أهل العلم في السنة في الشارب، فمنهم من يرى أن السنة هي التقصير، ومنهم من يقول: السنة هي حلق الشارب، ومنهم من يخير بين الأمرين. قال النووي: وأما الشارب فذهب كثير من السلف إلى استئصاله وحلقه، لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم : احفوا وانهكوا . وهو قول الكوفيين، وذهب كثير منهم -يعني السلف- إلى منع الحلق والاستئصال، وقاله مالك ، وكان يرى حلقه مثلة، ويأمر بأدب فاعله، وكان يكره أن يؤخذ من أعلاه، ويذهب هؤلاء إلى أن الإحفاء والجز والقص بمعنى واحد، وهو الأخذ منه حتى يبدو طرف الشفة، وذهب بعض العلماء إلى التخيير بين الأمرين. هذا آخر كلام القاضي. والمختار: ترك اللحية على حالها، وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلا، والمختار في الشارب ترك الاستئصال والاقتصار على ما يبدو به طرف الشفه. انتهى كلامه. وأما الألفاظ التي وردت في شأن اللحية وهي: أرخوا، ووفروا، واعفوا، وأرجوا، فهي كلها بمعنى واحد، وهو تركها، على حالها، قال النووي رحمه الله عند شرحه لحديث مسلم جزوا الشوارب وأرخوا اللحى قال: فتحصل خمس روايات: أعفوا، وأوفوا، وأرخوا، وأرجوا، ووفروا، ومعناها كلها تركها على حالها، هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه.. إلى أخر كلامه عليه رحمة الله. والله أعلم.